أكد المغني العالمي عبد الحميد القصري في اللقاء الذي خص به جريدة ''الحوار'' أن الشعب الجزائري والمغربي تجاوز منذ فترة كبيرة الخلافات السياسية الموجودة بين البلدين، معربا عن أمله في أن تكون الموسيقى بابا لطي صفحة الخلافات وفتح صفحة بيضاء جديدة بين البلدين. كما يكشف لنا القصري في هذا الحوار عن آخر اعماله ومستجداته في عالم الغناء. تتطلع دائما إلى إيصال موسيقى القناوي إلى العالمية من خلال أعمالك، فهل استطعت أن تحقق ولوجزءا بسيطا من هذا الحلم؟ في الحقيقة تركنا بصمة كبيرة في أوربا، والجمهور الأوروبي يحب كثيرا موسيقية القناوي، كما يحب أعمالي، ولكن عندما نتحدث عن العالمية فهذا يعني أن تكون كل القارات الخمس تعرف هذا الطابع الموسيقي، لكن هناك البعض من هذه القارات لم يتعرفوا بعد على هذا الطابع، وهذا ما اعمل عليه الآن. تسعى من خلال التعديلات التي أدخلتها على بعض أغاني التراث في ألبومك الأخير إلى إضفاء لمسة موسيقية جديدة على مجموعة منها حتى يتسنى لها مواكبة الانفتاح الفني الحالي حسب ما أكدته. هل هذا يعني أن موسيقى التراث لم تستطع مواكبة الانفتاح الموسيقي الحالي؟ هذا الشيء مهم والإضافات أمر جد ضروري، كما أن إدخال بعض الآلات الموسيقية يعد أمر جد عادي وموسيقى الديوان كانت في القديم جد محدودة وأنا فكرت في إضافة ما قد يمكنها من الانتشار، ولكن هذا لا يعني ان الديوان لم يستطع أن يواكب الانفتاح الحاصل في الموسيقى العالمية. وأنا في ألبومي الجديد الذي سيصدر عن قريب وهو''ديوبادي'' ضمنته الطابع القناوي وفي ثلاثة أو أربع أغاني قناوي تقليدي، لذا الديوان متمركز في مناطق معينة، وإذا أردنا ان نوسعه أكثر وأكثر علينا ان نخلق شيئا إضافيا وهوما أعمل عليه الآن. برأيك لماذا تفتقر دول المغرب العربي إلى مدارس موسيقية موحدة سيما وأنها تزخر بإرث موسيقي مشترك؟ أهم شيىء يمنع تأسيس مثل هذه المدارس هو أن المؤسسين الأوائل لموسيقى الديوان لم يتركوا لنا معلومات اوكتبا تؤرخ لهذا الفن، كما ان ما لا يعلمه الكثير من الناس ان الديوان القديم كان يتغنى بلهجة سودانية وافريقية لا نفهمها، وهناك مسؤولون في الصويرة أسسوا جمعية وأسسوا مدرسة لتعليم الأطفال الصغار، وما أريد أن أبرزه هنا هو أن موسيقى القناوي هي روحانية لا يجب ان تخضع للدراسة، لان ادئها يصاحبه شعور نابع من جوارحنا، فالغرب مثلا اندهشوا لطريقة اداء هذا الفن مما اثر فيهم. جمعك ديو غنائي مع ملك الراي الشاب خالد خلال الدورة الماضية من مهرجان ''قناوة وموسيقى العالم ''بالصويرة مزجتما فيه بين هذا النوع من الفلكلور المغربي وموسيقى الراى ألا تعتقد ان هذا المزج من شانه أن يلغي خصوصية أحد الطابعين؟ جاءت فكرة اداء ''ديو'' مع خالد في الصويرة من اجل أن نبين لكل العالم ان هناك تفاهما كبيرا بين الجزائر والمغرب، اما فيما يخص الخصوصية للطابعين الموسيقيين فانا أرى أن الفن ليس له حدود، فالشاب خالد بداياته الاولى كانت مع القناوة وموسيقى الراى القديم، كانت تصاحبها آلات القصبة والقلال ، من بعد جاء خالد وأضاف آلات موسيقية غربية، وأوصل الراي إلى العالمية ولولاه ماكان لهذا الطابع أن يصل إلى العالمية. للمرة الأولى تحضر المهرجان الوطني الجزائري لموسيقى الديوان ما تقييمك لهذه التظاهرة؟ بدون نفاق حظيت مع الفريق المرافق لي باستقبال كبير في الجزائر خاصة في ولاية بشار، وأحس أنني لم ابرح الحدود المغربية بعد، واما بخصوص المهرجان فاحسن ما فعلته الجهات المعنية هو تنظيمه في بشار لان الناس هنا عندهم قدرة تلقي وفهم لهذه الموسيقى كبير جدا. كيف ترى العلاقة بين الشعب الجزائري والمغربي في ظل الخلافات السياسية؟ نحن شعبان ليس لنا مشاكل مع بعضنا وامور السياسة نحن بعيدون عنها ولا تهمنا، وهي خاصة بالساسة فقط بعيدا عن الشعب، لذا أتمنى ان نكون مفتاحا لوضع حد للخلافات السياسية، فنحن جيران واكثر، فيوم لعبت الجزائر مع مصر، كل أهل الرباط خرجوا حاملين الراية الجزائرية وشجعوا الخضر، ونحن دائما وأبدا نفتخر بالجزائر.