تحتل الجزائر المرتبة الثانية بين دول شمال إفريقيا من ناحية حجم مبادلاتها مع الصين التي ينتظر أن تصبح خلال السنوات القليلة القادمة أكبر مصدر للجزائر، ما يثير قلق الدول الأوروبية التي باتت تجد نفسها في مواجهة منافسة تجارية قوية في المناطق التي كانت إلى وقت قريب مناطق نفوذ أوروبية بلا منازع، حسب ما كشف عنه الخبير المغربي في الشؤون الآسيوية والأستاذ في جامعة كيوتو مصطفى الرزرازي. وأكد من جهته، أمس، في تصريح للموقع الإخباري ''دويتشه فيله''، أن ما شجع على تنامي القوة الاقتصادية الصينية في شمال إفريقيا عموما والجزائر خصوصا، هو تبني الحكومة الصينية منطقا مخالفا للرؤية الغربية، فالصين تلح على مبدأ الاستثمار بدل تقديم المساعدات، بينما تبنى الدول الأوروبية على تقديم المساعدات. وأورد الموقع تصريحا لرئيس مركز دراسات الصين وآسيا، محمد خير الوادي، ذكر فيه أن حجم المبادلات بين الصين والدول العربية بلغت 135 مليار دولار، عشرون مليارا منها من نصيب بلدان شمال إفريقيا. فلا يروق دول أوربا تنامي النفوذ الاقتصادي الصيني في الجزائر وشمال إفريقيا، في ظل توارد تقارير تتحدث عن استيلاء الشركات الصينية على نصيب أكبر من أسواق هذه المنطقة، فأرقام المبادلات التجارية بين بلدان شمال إفريقيا والصين في تصاعد مستمر. كما تستورد الصين من هذه البلدان جزءا هاما من حاجياتها من الطاقة والمواد الأولية لتغذية عجلة اقتصادها الضخم. وأكد محمد خير ودي أنه يوجد في الجزائر أكثر من خمسين ألف عامل صيني يشتغلون في مشروع السكن وهو من أكبر المشاريع الصينية في العالم العربي. ما جعل أطرافا عدة تعمل على التحريض والتعبئة، بمحاولة تحميل العمالة الصينية مسؤولية تفاقم مشكل البطالة في الجزائر.