استنادا الى البيانات التي أصدرتها وكالة ترقية الصادرات أن حجم الصادرات بين البلدين انتقل من 200 دولار سنة 2000 إلى 3.443 مليار دولار سنة 2007، الأمر الذي يبين أن العلاقات التجارية ما فتئت تزداد اتساعا بين البلدين، رغم أن الصين ليست محسوبة كشريك تجاري للجزائر على غرار ايطاليا، اسبانيا وفرنسا. إبن أحمد ورغم أن الميزان التجاري لصالح الصين، إلا أن الجزائر تصدر نحو الصين ما قيمته 1.149 مليار دولار، معظم هذه الصادرات تتكون من المحروقات بنسبة 99.04%، وتشكل مواد البلاستيك والنحاس والمعادن باقي الصادرات الجزائرية نحو الصين، في حين تتكون صادرات الصين من عدد معتبر من المواد كالتجهيزات الميكانيكية والسيارات، إلى جانب التجهيزات الكهربائية والأقمشة والأحذية، دون أن ننسى الشاي والتجهيزات المتعلقة بالتكنولوجيا الجديدة ووو... ومع أن الأسعار التي تباع بها المنتجات الصينية غير قابلة للمنافسة، لكن على مستوى الجودة هناك نقصا واضحا بين المنتجات الصينية ونظيراتها المستوردة من دول أخرى، خاصة من أوروبا، الأمر الذي يجعل الزبائن على المستوى المحلي ينفرون من المنتجات الصينية، خاصة تلك المتعلقة بالتكنولوجيا الجديدة، أما الأقمشة والأحذية فلا منافس لها من حيث السعر، لكن الصين ليست هذه المنتجات فقط المعروفة بأسعار مذهلة، فهي حاضرة بالجزائر عبر مؤسسات بترولية تعمل ببلادنا بحثا عن تأمين الواردات الصينية من النفط. وفي نفس الاطار، تشارك الصين بقوة في انجاز الخط السيار (شرق-غرب) الى جانب الكثير من الورشات في الأشغال العمومية والبناء، حيث يبلغ عدد العمال الصينيين العاملين بالجزائر حوالي 30 ألف عامل استخدموا لسد حاجيات الورشات الصينية من اليد العاملة الكفؤة، التي تتقاضى أجرا زهيدا مقارنة بدول أخرى، وهي عملية تخضع للموافقة المسبقة للسلطات الجزائرية المعنية. وتأتي هذه النتائج الايجابية على مستوى المبادلات التجارية لتؤكد مكانة الصين في العالم كبلد عملاق من عدة جوانب، الى درجة أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى التواجد الصيني بافريقيا على أنه "تدخلا" للصين في افريقيا، حيث ما فتىء هذا البلد يبرهن في القارة السمراء على قوته من خلال انجاز الطرقات والمنشآت الكبرى والهياكل القاعدية، التي استحسنها الأفارقة من جانبين: فالعلاقة مع الصين لا يكتنفها اي عامل من عوامل النقص أو الحقد من الناحية التاريخية، ثم أن الصين تستعد لزحزحة ألمانيا عن المرتبة الثالثة عالميا من حيث الناتج الوطني الخام، حيث أصبحت الصين خلال سنوات معدودة القوة الاقتصادية العالمية ب: 2100 مليار أورو وراء أمريكا واليابان وألمانيا في الوقت الحاضر