لا تزال عملية القضاء على البيوت القصديرية والقديمة في إطار برنامج القضاء النهائي على المباني الهشة، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة متواصلة هذه الأيام، إذ لا تزال مصالح الولاية تعمل على قدم وساق لإنجاح هذه العملية، الأمر الذي استحسنه سكان هذه البيوت التي عاشت سنين طويلة من المعاناة وسط النقائص التي كانت تعصف بهم يمينا وشمالا، حيث مست عملية الترحيل أول أمس 65 عائلة من مزرعتي ''نزالي'' و''فلامون'' الواقعتين ببلدية الشراقة، رحلت هذه الأخيرة إلى سكنات لائقة بكل من بلديتي بئر توتة والسويدانية. وقد جندت مصالح الولاية مختلف الإمكانيات البشرية والمادية لإنجاح العملية، حيث تم إعادة إسكان 45 عائلة بحي 500 مسكن ببلدية السويدانية و20 عائلة تم إسكانها ببئر توتة، وفور مغادرة العائلات مساكنها شرعت الجرافات في تهديم البناءات الهشة في كلا الحيين المتواجدين في مواقع استراتيجية بالشراقة. وفي هذا الإطار أكد كمال بلجود الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للشراقة أن هذه العملية جرت في ظروف جد حسنة وسخرت لها كل الإمكانيات المادية والبشرية، مضيفا أن الموقعين اللذين كانت تشغلهما هذه البنايات الهشة سيقام عليهما مشاريع ذات منفعة عامة، كما أشار في ذات السياق أن عمليات إعادة الإسكان السابقة التي مست عائلات من المقاطعة الإدارية للشراقة أسفرت عن إعادة إسكان 400 عائلة في أحياء جديدة، مؤكدا أن العمل جاري بصفة تدريجية للقضاء على كل الأحياء الهشة المتواجدة على مستوى المقاطعة. وأوضح الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للشراقة في تصريح ل ''أوج'' أن الاحتجاجات التي تصدر عن العائلات المقصية من قائمة المستفيدين من السكنات الجديدة يعد باطلا، خاصة بالنسبة للذين ثبت أنهم استفادوا من سكنات جديدة فإنهم لن يستفيدوا من عمليات الترحيل، مضيفا في ذات السياق أنه يجب وضع حد لهذه الحالات خصوصا أن الإحصاء الذي أجري في 2007 قامت به لجان خاصة عملت في الميدان وضبطت قوائم قاطني هذه البيوت الهشة. وكانت الأجواء السائدة في الحيين الجديدين اللذين استقبلا العائلات المستفيدة في ساعة مبكرة من نهار أول أمس توحي بالرضا التام من قبل بعضها، بحيث لم يخف السكان فرحتهم بهذا المكسب الذي تحصلوا عليه بعد سنوات من السعي والتعب، ومن بين هؤلاء المستفيدين السيد أحمد الذي كان يقطن بحي ''نزالي'' منذ 1978 بحيث عبر عن ابتهاجه بشقته المتكونة من ثلاث غرف بالسويدانية، والتي تسلمها مثلما قال في ظروف جد حسنة.