تنتهي اليوم المهلة التي حددتها قيادة التنظيم الإرهابي، لتصفية الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو في حال عدم الاستجابة لشروطها وتعد هذه المرة الثانية التي يختطف فيها فرنسي من طرف جماعة أبو زيد عبد الحميد الإرهابية، مما يطرح تساؤلات حول كيفية تعامل حكومة ساركوزي مع الحالة، في ظل تجريم مجلس الأمن دفع الفدية والتفاوض مع الجماعات الإرهابية. وفي ظل أن الحكومة الفرنسية قامت في السباق بتحرير كامات الجاسوس عن طريق الخضوع لمطالبها بدفع فدية مالية وإطلاق سراح 4 أربعة معتقلين من أتباعها بمالي. وفي هذا الشأن حسب ما يراه مراقبون أمنيون فإن مالي تواجه 3 سيناريوهات فكل المؤشرات تؤكد إعدام الرهينة على خلفيةالبيان التهديدي ألخير والذي توعد حجومة ساركوزي بإعدام جرمانو وجاء في بعض مقاطع البيان '' لأننا نريد إقامة الحجة النهائية علي الحكومة الفرنسية و إعطائها فرصة ذهبية لإنقاذ مواطنها فقد قرر المجاهدون منح مهلة أخيرة لفرنسا لا تمدد و لا تتكرر مدتها 15 يوما بدءًا من اليوم''. وأضاف بيان التنظيم ''بانتهاء هذه المدة و عدم الاستجابة لمطالبنا المشروعة فحينئذ تكون فرنسا قد حكمت بالإعدام علي مواطنها و يكون ساركوزي قد قرر نهائيا ارتكاب نفس الحماقة التي ارتكبها ''جولدن براون'' تجاه مواطنه البريطاني. وما يعزز هذا الأمر هو وجود الرهينة في أيدي جماعة عبد الحميد أبو زيد التي كانت قد أعدمت الرهينة البريطاني السنة المنصرمة. ويتصف أبو زيد ''بالشراسة والعنف'' والذي سبق أن أقدم قبل ذلك ب13 شهرا على إعدام الرهينة البريطاني ادوين داير بعد ستة أشهر من خطفه. وقد رفضت لندن حينها الاستجابة لمطالب التنظيم والإفراج عن عدد من معتقليه في دول الساحل، وهي المطالب نفسها التي اشترطها هذا التنظيم مجددا مقابل الإفراج عن الرهينة الفرنسي. أما سيناريو تمديد المهلة وهو ما لا تعتمد عليه باريس كثيرا لأن البيان للتنظيم هدد وبشدة لإعدامه. أما إطلاق سراح الرهينة فمرتبط بالخضوع لشروط القاعدة والقبول بشروط التنظيم وهو الأمر الذي ذهب إلى تفسيره من قبل المحللين عندما قالوا أن عمليات فرنسا ضد القاعدة تعتبر تمويها دوليا من أجل الخضوع لشروط القاعدة، في حين أكد مصدر عسكري أجنبي في باماكو أن فرنسا تمارس ضغوطا لإطلاق سراح الرهينة ميشال جرمانو المحتجز في مالي لدى قاعدة المغرب. وأوضح هذا المصدر العسكري أن ''الفرنسيين يبذلون حاليا كل ما بوسعهم للحصول على إطلاق سراح جرمانو''، مؤكدا أن الهجوم العسكري الموريتاني الذي شن الخميس على مجموعة القاعدة التي تحتجز الرهينة، بدعم من فرنسا، ليس هدفه سوى ''ذر الرماد في العيون''، وهو السيناريو الأقرب إلى التطبيق حسب المتتبعين في المنطقة نظرا للعوامل المذكورة آنفا. ولغاية الساعة تتكتم باريس عن كل الخطوات التي تقوم بها لإخلاء سيبل رعيتها، على عكس المسؤولين في مدريد الذين دأبوا على تصريحات تصب في خانة طمأنة الرأي العام. وفي ذات السياق لازالت مصادر دبلوماسية وسياسية فرنسية تبدي قلقها الشديد إزاء هذا الأمر دون حصول من السلطة الفرنسية على نتائج من أجل التسريع بإطلاق سراح رعيتها، وترى نفس المصادر أن انتهاء المهلة لن يكون في صالح باريس، وإلا فإن مصير الرهينة سيكون نفس مصير الرعية الإنجليزي الذي أعدمه التنظيم الإرهابي السنة الماضية.