انطلقت أعمال القمة الخامسة عشرة للاتحاد الإفريقي أمس لأحد في العاصمة الأوغندية كمبالا وسط إجراءات أمنية مشددة بحضور غالبية رؤساء دول وحكومات الدول الإفريقية. وأمر الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بتشديد كافة الإجراءات المنية المتبعة ومضاعفتها لضمان مرور القمة بسلام ، وسط مخاوف من قيام حركة ''شباب المجاهدين'' الصومالية بتنفيذ هجمات انتحارية على غرار الهجومين المزدوجين اللذين وقعا في وقت سابق من الشهر الحالي، وأسفرا عن مصرع وإصابة نحو 140 شخصا . وجرى تعزيز الإجراءات الأمنية في الفنادق ومركز المؤتمرات حيث بات على جميع الزوار الخضوع باستثناء رؤساء الوفود المشاركة في القمة للتفتيش والمرور عبر كاشف للأدوات المعدنية والأجسام الصلبة. و يشارك أكثر من ثلاثين رئيسا من أصل 53 دولة عضو في القمة التي تستمر أعمالها حتى الثلاثاء في العاصمة الأوغندية ، إلا انه يغيب عنها الرئيس المصري حسنى مبارك وينوب عنه رئيس الوزراء أحمد نظيف ، وفي توضيحات قدمتها الرئاسة المصرية في هذا الشأن ، أكد مصدر رئاسي مصري أن غياب الرئيس حسني مبارك عن القمة الإفريقية المنعقدة في العاصمة الأوغندية كمبالا، وقمة دول الساحل والصحراء التي عقدت في العاصمة التشادية نجامينا، جاء لأسباب أمنية لا تتعلق بصحة الرئيس.وقال المصدر الرئاسي، ''لا داعي لفتح باب التكهنات ثانية، يجب أن يكف الإعلام عن قراءة وتأويل كل شيء في إطار شائعة تراجع صحة الرئيس، يكفى ذلك''.وكان مبارك تغيب عن قمة الساحل والصحراء التي عقدت الأسبوع الماضي في نجامينا، حيث أوفد وزير الدولة للشؤون القانونية مفيد شهاب لرئاسة الوفد المصري. وستبحث القمة الإفريقية عددا من الموضوعات والقضايا الإفريقية كالأوضاع في الصومال و السودان وساحل العاج وغينيا ومنطقة البحيرات العظمى ، فضلا عن بحث قضايا التنمية في القارة الإفريقية .كما سينناقش القادة الأفارقة موضوع لائحة الاتهام الموجهة من المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير. وكانت المحكمة الجنائية الدولية اتهمت العام الماضي البشير بارتكاب جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية في دارفور، وفي هذا الشهر أضافت المحكمة الإبادة الجماعية إلى لائحة الاتهام.وكان الاتحاد قد أعلن في قمة جانفي التي عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا رفضه التعاون مع المحكمة الجنائية. وتوجه البشير إلى تشاد في الأسبوع الماضي في تحد لمذكرة الاعتقال في أول زيارة يقوم بها لدولة عضو كامل في المحكمة الجنائية الدولية منذ ان وجه إليه الاتهام. وقالت المحكمة انه يتعين على تشاد اعتقال البشير لكن تشاد أعلنت بعد وصول البشير أنها غير ملزمة بذلك وسيقرر قادة الدول الإفريقية بشأن تعزيز قوة حفظ السلام المنتشرة في الصومال ''اميصوم'' ردا على تلك الاعتداءات التي استهدفت اوغندا، المساهم الرئيسي في هذه القوة التي يزيد عددها عن ستة آلاف جندي، 3500 جندي اوغندي و2500 جندي بوروندي. وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ ''سنرفع في القريب العاجل العدد إلى أكثر من ثمانية آلاف، وهو الحد الأقصى للعناصر، واعتقد ان الاتجاه سيذهب ربما إلى ما يزيد عن 10 آلاف جندي''.وأضاف ''سنزيد قوتنا بشكل سريع والتهديدات الجارية لن تمنع هذا الانتشار''. وقد وعدت الدول الست في شرق إفريقيا الأعضاء في المنظمة الحكومية للتنمية ''ايجاد'' بإرسال ألفي جندي إضافي، يتوقع أن يكون القسم الأكبر منهم من الأوغنديين.