تكون مدينة سيدي بلعباس بإحيائها لمهرجان أغنية الرأي هذه السنة، وككل سنة قد أخذت على عاتقها التكفل بإحياء هذه التظاهرة الفنية، الخاصة بأغنية ''الراي'' التي أصبح يقترن اسمها بمدينة سيدي بلعباس كما هو العكس، وبذلك تعلن على العلن أن هذا النوع من الغناء الشعبي الذي تطور مع مرور الزمن، هو فعلا ابن أو وليد منطقة وادي المكرة كما هو مؤرخ ومتداول لدى الجميع، كما جاء على لسان العديد من أهل الفن أو الحناجر الشابة الصادحة التي غنت ''الراي'' وتغنت به، على غرار الجيلالي العمارنة مع فرقته عندما غنى وقال في إحدى أغانيه إن ''الفن والراي خارج من بلعباس'' وإن ما تمناه يومها فاليوم المدينة تتبناه وتعلنه ابنا شرعيا لها، وذلك لقيامها بإحياء تظاهرة مهرجان أغنية ''الراي'' في طبعته الثالثة، وربما في ذلك بداية سيرة سنوية تحيا فيها أغنية ''الراي'' بهذه المدينة التي قيل مسيرة أغنية ''الراي'' انطلقت من منابع واد المكرة. لقد تجندت مديرية الثقافة لمدينة سيدي بلعباس بكامل عدتها وأعدادها البشرية لإعداد العدة، وتهيئة مناخ إقامة المهرجان الذي يصادف شهر الصيف وكل ألوان الطيف، شهر الأفراح والاحتفالات التي يصنعها الضيوف، حيث واكب المهرجان كوكبة من مغنيي ''الراي'' وقد فاق عددهم الأربعين أغلبهم من الشباب الصاعد والواعد في هذا النوع من الغناء، تتصدرهم الشابة الزهوانية، محمد أمين، هواري بن شنات، الدوفان، هذا عن الضيوف القادمين من الولايات المجاورة مثل وهران وتلمسان وحتى الجزائر العاصمة، أما عن المحليين أبناء عاصمة المكرة سيدي بلعباس فلا غنى عن شيخ أغنية ''الراي'' وصانع مجدها الشيخ ''النعام'' الذي يعد أبا من الآباء الروحيين لها، بعد كل من بلمو والزرقي والشيخة الرميتي، وكلهم أبناء المنطقة والرعيل الذي أعطى إشارة انطلاق أغنية ''الراي'' وأسهم في صقلها، وربما تكون مديرية الثقافة قد عرفت قدر نفسها عندما وجهت الدعوة إلى كل مغنيي ''الراي'' من أبناء المدينة سواء أفردا أو فرقا على غرار فرقة ''راينا راي'' وفرقة ''راينا هاك''، ولم تشمل الدعوة المغنيين وحدهم فقط بل زادت وامتدت إلى كل الجماهير ومواطني المدينة من متتبعي ومحبي أغنية ''الرأي'' وقد سخرت لهم كل الوسائل الضرورية وفتحت لهم أبواب ملعب الإخوة عماروش الذي احتضن التظاهرة.