كان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، قد وعد منذ توليه حقيبة الصحة بالقضاء على أزمة ندرة الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، والتي ظلت تتخبط فيها البلاد قرابة السنتين، وتسلم أول أيام رمضان أول دفعة من الأدوية المستوردة. وأكد الوزير الذي أشرف شخصيا على وضع الكميات القادمة من الخارج في مصلحة الشحن بمطار هواري بومدين، أن المخزون سيغطي احتياجات المؤسسات الصحية لمدة ستة أشهر، وأن مشكل نفاد مخزون الأدوية المسجل في السنوات الأخيرة لن يتكرر مرة أخرى، مرجعا هذه الوضعية إلى سوء توزيع الأدوية وسوء تسيير المستشفيات. فلقد أعطى الرجل الأول في القطاع تعليمات لمسؤولي الصيدلية المركزية للمستشفيات لأجل توفير كميات من الأدوية لتغطية الاحتياجات لمدة ستة أشهر بعدما سجل أن فترة التغطية الحالية لا تتجاوز ثلاثة أشهر. ودعا مسؤولي الأدوية إلى منح الأولوية لبعض الأمراض الحساسة مثل السرطان والأمراض اليتيمة والسيدا، حيث تم في هذا الصدد اتخاذ كل الإجراءات لتدارك هذه الوضعية الفوضوية في توفير أدوية مرضى هذه الفئة. وتم استيراد أكثر من 14 طن من الأدوية من البلدان الممونة المعتادة بقيمة 2 مليار و300 ألف دينار لتغطية احتياجات الثلاثي القادم، حسب ما كشف عنه الوزير، الذي جدد بالمناسبة إرادته بالاحتفاظ ب 284 صيدلية عمومية تابعة للدولة، مؤكدا معارضته لكل مشروع يتعلق بخوصصة الوكالات. وفيما يخص توسيع عملية تسويق الأدوية الكوبية التي تعالج رجل مرضى السكري أوضح ولد عباس، لوكالة الأنباء الجزائرية، أنه يعود للخبراء اتخاذ القرار في هذه المسألة، مشيرا إلى أن هذا المنتوج موجه للمؤسسات الاستشفائية.وعن فسخ عقد شراء السكانير أوضح الوزير أن الأمر يتعلق بمنح صفقة لمؤسسة اكتتبت بعرض أعلى بنسبة 45 بالمائة مقارنة بعرض مؤسسة أخرى تم رفضها، وأوضح الوزير في هذا الصدد أن إلغاء الصفقة يندرج في إطار مكافحة الرشوة.