بمجرد أن تحل الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم حتى يبدأ التسابق من طرف الصائمين إلى تلاوة القرآن الكريم من أجل الظفر بنصيب من الحسنات حيث يضعون في الحسبان أنهم يملكون 30 يوما من أجل الإنتهاء من ختم قراءته ولذلك لا مجال أمامهم لتضيع الوقت ، ففي هذا الشهر الذي تكثر فيه العبادات يجد العديد منهم الفرصة مواتية للتقرب من الله و لا شيء أفضل من كلماته التي تحيي النفوس، ولا يقتصر حمل المصحف الشريف عكس ما كان مألوفا في وقت مضى على المسنين وكبار السن فقط وإنما حتى الشباب والأطفال أيضا الذين أصبحت ثقافة الدين تثير فضولهم و تجعلهم متحمسين لقراءة القرآن الكريم. وذلك رغبة منهم في التشبث بأصول الشريعة الإسلامية و لذلك تجدهم يغتنمون أي وقت فراغ لديهم أو يضحون ببعض المشاغل الضرورية في سبيل ختم قراءة المصحف ،كما أن هناك من اعتادوا على ختم تلاوة كتاب الله العزيز في كل شهر رمضان، وصار لزاما عليهم أن يسابقوا 30 يوما حتى يوفقوا في إكماله فبعضهم يتمكن من ختمه في مرحلة أولى و آخرون يعاودون الكرة أكثر من مرة ،و في هذا الشأن تقول '' إيمان '' وهي شابة معتادة على قراءة القرآن الكريم على مدار السنة وخصوصا في شهر رمضان الكريم الذي تعتبره مناسبة للقيام بكل العبادات التي نهملها في حياتنا اليومية كالصلاة مثلا فحلول هذا الشهر الفضيل هو فرصة سانحة حتى يبدأها هؤلاء الذين لم يتمكنوا حتى الآن من تعلمها، هذا بالإضافة إلى ختم قراءة المصحف وبالنسبة لها فقد دأبت على عادة قراءته طيلة الشهر الكريم وصار بوسعها النطق بالحروف دون مواجهة أية صعوبات كما كان يحصل لها في البداية و عن أوقات تلاوتها تضيف لنا بأنه لديها متسع من الوقت مادامت في عطلتها الصيفية حيث تحمله قبل و بعد أداءها للصلوات و عندما تنتهي من مساعدة والدتها في تحضير مائدة رمضان، وهو الحال بالنسبة ل '' أمينة '' التي أكدت بدورها مواظبتها على ختم قراءة القرآن وقد ساعدها على ذلك استماعها للأشرطة القرآنية و كذلك رواد التلاوة عبر القنوات الفضائية الإسلامي ، أما ''إدريس '' فهو شاب يجد في شهر رمضان فرصة لقراءة خير كلام الله، وككل سنة يختمه مرتين حيث يقرأه بعد عودته من العمل، وعندما يذهب إلى المسجد لأن ذلك يشعره بأنه يستكمل عباداته في شهر هو فرصة علينا استغلالها بكل الطرق الممكنة .