انتقل إلى رحمة الله المجاهد لخضر بن طوبال أمس الأول السبت بمستشفى عين النعجة العسكري عن عمر يناهز ال87 سنة بعد صراع مع المرض ويعد المجاهد و المدعو سي عبد الله أحد القادة التاريخيين للثورة لاسيما بعد ظهوره كأحد القادة الثلاثة لجيش التحرير الوطني بعد العام 1957 وهم كريم بلقاسم وعبد الحفيظ بوصوف. وكانت ''الحوار'' قد التقت أمس في مستشفى مصطفى باشا بوزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس الذي كان آخر من زار الفقيد أمس بالمستشفى العسكري بعين النعجة. وكانت وكالة الأنباء الجزائرية قد أعلنت الخبر مساء السبت الفارط بعد تلقيها له من عائلة الفقيد. هذا وبعث الوزير الأول السيد أحمد أويحيى ببرقية تعزية إلى أسرة الفقيد المجاهد لخضر بن طوبال الذي وافته المنية أمس السبت عن عمر يناهز 87 سنة أبرز فيها أن الجزائر فقدت فيه أحد أبرز رجالاتها الذين ارتبط اسمهم بكل المحطات الهامة لثورة أول نوفمبر المجيدة. وجاء في برقية الوزير الأول ''لقد تلقيت بمزيد التأثر والحسرة نبأ رحيل المجاهد الكبير والمناضل الفذ السيد لخضر بن طوبال أفاض الله على روحه الطاهرة رحمة ومغفرة وثوابا الذي انتقل إلى جوار ربه بعد مسيرة مشرفة وعمر حافل بالبطولات وجلائل الأعمال''. وأكد السيد أويحيى في برقيته أن ''الجزائر بفقدانها لهذا المجاهد الكبير تكون قد فقدت أحد أبرز رجالاتها الذين ارتبط اسمهم بكل المحطات الهامة لثورة أول نوفمبر المجيدة قبل اندلاعها وفي خضمها وإلى غاية استقلال البلاد واستعادة السيادة الوطنية''. و أضاف الوزير الأول في برقيته لعائلة الفقيد ''وأمام هذا الخطب الجلل لا يسعني إلا أن أتقدم إليكم باسمي الخاص وباسم الحكومة ومن خلالكم إلى كل أصدقائه ومحبيه وإلى الأسرة الثورية عامة بأخلص عبارات التعازي وأصدق المواساة داعيا المولى العلي القدير أن يتغمد روح الفقيد بألطاف رحمته ويكرم مثواه وأن يدخله مع الأبرار الصادقين جنات الخلد والرضوان وحسن أولئك رفيقا، كما أسأله تعالى أن يفرغ في قلوبكم وذويه جميعا صبرا جميلا وأن يعوضكم في الفقيد خيرا وفيرا وأن يعظم لكم أجرا جزيلا بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته''. وكان الراحل لخضر بن طوبال المولود سنة 1923 قد باشر نشاطه النضالي ضمن الحركة الوطنية ابتداء من سنة 1940 في ميلة. وانضم إلى حزب الشعب الجزائري وأصبح مسؤولا عن هذا الأخير بمنطقة ميلة. وبصفته عضوا بالمنظمة الخاصة خلال 1947/ 1948 في الشمال القسنطيني كان موضوع بحث من طرف السلطات الفرنسية وتم الحكم عليه غيابيا سنة 1951 لدى محاكمة أعضاء المنظمة الخاصة. وأصبح لخضر بن طوبال عضوا بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية المنبثق عن مؤتمر الصومام في أوت 1956 وتليها بلجنة التنسيق والتنفيذ. و في سنة 1956 أصبح الفقيد مسؤولا عن الولاية الثانية خلفا لزيغود يوسف الذي سقط في ميدان الشرف ليتقلد بعدها رتبة عقيد. وفي أفريل سنة 1957 انتقل بن طوبال إلى العاصمة التونسية رفقة كريم بلقاسم وبن يوسف بن خدة، حيث التحق في أوت من نفس السنة بلجنة التنسيق والتنفيذ الثانية. وفي أفريل 1958 أصبح بن طوبال مكلفا بدائرة الداخلية وعضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ الثالثة بالقاهرة، ليعين بعدها وزيرا للداخلية في الحكومة المؤقتة الأولى للجمهورية الجزائرية يوم 19 سبتمبر 1958 بالقاهرة (مصر) قبل أن يتم إعادة تعيينه في 18 جانفي 1960 بطرابلس (ليبيا). وقد شارك لخضر بن طوبال بصفته عضوا في بعثة الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في مفاوضات ''روس'' قرب الحدود السويسرية من 11 إلى 19 فيفري 1962 وفي مفاوضات إيفيان في مارس .1962 وبعد الاستقلال تقلد بن طوبال منصب الرئيس-المدير العام للشركة الوطنية لصناعة الحديد والصلب ورئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للحديد والفولاذ هيئة عربية مقرها بالجزائر وذلك ابتداء من 15 جانفي .1972