ارتفعت منذ دخول شهر رمضان المعظم أكوام القمامة والنفايات والمفرغات العشوائية بعدة بلديات من ولاية الجزائر العاصمة، حيث بات المتجول والمار بين شوارع وأحياء الولاية يلاحظ ذلك الانتشار الرهيب للقاذورات والفضلات المنزلية مشكلة بذلك ديكورا يبعث على الاشمئزاز والانزعاج، الذي يمثل ضربة قاضية وموجعة لمسؤولي مؤسسة '' نات كوم'' القائم الأول على شؤون النظافة في بلادنا، هذه الأخيرة التي قامت خصيصا بتسطير برنامج خاص بالشهر الفضيل من خلال تجنيد 300 عون إضافي وتوفير 45 شاحنة وعتاد جديد و3000 صندوق للجمع المسبق للنفايات، ورغم ذلك فإن بقاء الوضع على حاله بات أمرا مخيفا خشية ألا تتمكن المؤسسة من حكم سيطرتها لاحقا على فوضى النفايات. يأتي هذا الارتفاع الرهيب لأكوام النفايات والمفرغات الفوضوية العشوائية خلال شهر رمضان المعظم، نتيجة غياب الحس المدني والشعور بالمسؤولية تجاه المحيط الخارجي لدى المواطنين، الذين بدلا من أن يستغلوا الشهر المعظم في العبادة والتصدق تعمدوا إتباع طريقة التبذير والتباهي فيما بينهم وأمام الجيران بالجلب العشوائي للمواد الاستهلاكية والغذائية التي غالبا ما يكون مصيرها ''الزبالة''، ما يتوجب التخلص منها نهائيا من خلال رميها وسط الأحياء والشوارع دون وعي بخطورة الوضع الذي قد يتحول إلى كارثة بيئية وبائية نظرا لتعرض هذه القاذورات لأشعة الشمس وانتشارها في الهواء الطلق متسببا في انتشارروائح كريهة ومزعجة للغاية هذا من جهة، ومن جهة أخرى يرجع الارتفاع الرهيب لأكوام النفايات والقاذورات خلال هذا الشهر المعظم، إلى غياب شاحنات '' نات كوم'' لأيام طويلة حسبما جاء على لسان بعض المواطنين ل '' الحوار''، الأمر الذي أرجعته مصالح مؤسسة '' نات كوم'' من ناحيتها إلى المواطن في حد ذاته نتيجة عدم احترامه لمواعيد رمي النفايات في أوقاتها، ما يؤدي حتما إلى تدهور الوضع البيئي والصحي في المستقبل القريب. بعد مرور 13 يوما عن رمضان ..أحياء العاصمة تختنق ب ''الزبالة'' خرجاتنا الميدانية أثناء قيامنا بهذا الروبرتاج قادتنا إلى عدة أحياء من بلديات ولاية الجزائر العاصمة، وقفنا هناك كمواطنين على الوضع الكارثي الذي عرفته بعد مرور 12 يوما عن شهر رمضان المعظم، فحي '' حوش الميهوب'' ببراقي على سبيل المثال تنتشر بين أرجائها وفي زوايا أركانه أكوام من القمامة والفضلات المنزلية، التي تضطرك إلى إتباع مسالك أخرى من أجل التوجه إلى وجهاتك المقصودة وفي حالة ما إذا أجبرت على المرور بجانب هذه القمامة فما عليك سوى الإسراع في المشي ووضع يدك على أنفك حتى لا تشم الروائح الكريهة. إلى جانب حي'' لا قلاسيار'' الشعبي بباش جراح و'' الكاريار'' بباب الواد ، '' ساحة الشهداء'' وأحياء أخرى بقلب هذه البلدية والبلديات المجاورة لها، حيث وجدنا المفرغات الفوضوية العشوائية بها تعج بأكوام الفضلات المنزلية وفضلات الأسواق الشعبية المتواجدة ناحيتها، الوضع الذي تسبب في إنزعاج واستياء المواطنين ، هؤلاء الذين حملوا أعوان مؤسسة '' نات كوم'' ومصالح النظافة المتواجدة على مستوى البلديات مسؤولية تدهور الوضع وتلوث المحيط الخارجي ، حسب ما جاء على لسان بعض محدثينا كالسيدة '' نورية'' قاطنة بحي '' لاقلاسيار'' والتي قالت '' الوضع بهذا الحي أصبح لا يطاق ولا يحتمل، ما كاش يوم يجوز بلا ما نشوفو حشاكم هذه الزبالة، و ''نات كوم'' كيفها كيف نتاع البلدية ديما غايبين عن هذا الحي، الذي تعمر بالزبالة في هذا الشهر المعظم. الغريب والعجيب في حديث جل المواطنين الذين التقيناهم، أن ولا احد فيهم حمل مسؤولية تدهور الوضع لنفسه كونه يقدم على عدم احترام مواعيد رمي النفايات في أوقاتها، أو كونه يساهم في الرمي العشوائي للقاذورات والفضلات المنزلية عرضة للهواء الطلق. ارتفاع أطنان النفايات في رمضان .. رغم تدابير '' نات كوم'' على الرغم من الإجراءات والتدابير التي اتخذتها مؤسسة '' نات كوم'' بمناسبة شهر رمضان المعظم للحد من وتخليص العاصمة من النفايات ولو بالشكل الذي لا يثير الاشمئزاز في نفوس المواطنين، غير أن ذلك لم يأتي بالثمار المرجوة بل ازداد الوضع سوء وتدهورا عما كان عليه من قبل، والسبب في ذلك غياب الحس المدني والشعور بالمسؤولية لدي المواطنين حسب تصريحات مؤسسة '' نات كوم''، هذه الأخير التي قامت بتجنيد 300 عون نظافة إضافي لضمان العمل باستمرار طوال فترات اليوم ، لاسيما في الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية المرتفعة، بالإضافة إلى الأعوان قامت المؤسسة بتوفير45 شاحنة و3000 صندوق للجمع المسبق للنفايات لوضعها في الأحياء التي تعرف كثافة سكانية. كما سارعت مؤسسة ''نات كوم'' فضلا عن الأحياء والشوارع إلى تنظيف الأماكن المحاذية للمساجد والأسواق القانونية الموزعة على مستوى البلديات التي تقوم بتغطيتها وذلك بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، نظرا للحركية الواسعة التي تعرفها هذه الأسواق وهذه المساحات خلال شهر رمضان المعظم، حيث تعج هذه الأخيرة بمختلف المنتجات والسلع إلى جانب أعداد الزبائن الهائلة التي تحج نحو هذه الأسواق لاقتناء متطلباتهم اليومية وكل ما يحتاجونه، فكما نعلم أن لهذا الشهر خصوصياته واحتياجاته الخاصة به. ''مصالح النظافة'' على مستوى البلديات في ''خبر كان'' تأسف جل المواطنين ممن التقيانهم للمستوى المتدني والمتعفن الذي أضحت عليه شوارعنا و أحياءنا، وحملوا المسؤولية في ذلك إلى أعوان النظافة الناشطين على مستوى مكاتب النظافة و التطهير على مستوى البلديات، حيث قال الشاب '' أحمد'' من بلدية براقي '' النفايات هنا تقاسمنا المعيشة، حيث ارتفعت كثيرا عما كانت عليه خلال الأيام العادية، وأعوان النظافة غائبين بل فاقدين تماما الوعي فالأيام تمر دون أن أرى عون واحد يقوم بتنظيف المحيط وجمع الفضلات المنزلية والنفايات الأخري. ومن جهتنا حتى لا نفوت الفرصة ونمر عليها مرور الكرام، ارتأينا الاتصال بالنائب المكلف بالشؤون الثقافية و الاجتماعية قطاف محمد، هذا الأخير أكد لنا أن عتاد النظافة الذي تمتلكه البلدية قديما ولا يصلح للتنظيف وجمع النفايات، وبالرغم من ذلك قاموا بمراسلة السلطات الولائية من أجل تزويدهم بعتاد جديد وهو ما تم فعلا، حيث وفرت لهم 5 شاحنات نظافة، تضاف إلى 4 شاحنات تملكها البلدية، ليصبح العدد 9 شاحنات و89 عون نظافة. الجدير بالذكر أن مؤسسة ''نات كوم '' تقوم بتغطية 28 بلدية فقط بولاية الجزائر من أصل 57 بكثافة سكانية تقدر بحوالي 3 ملايين نسمة بينما يبلغ حجم النفايات العامة التي تتكفل بها المؤسسة 1800 طن يوميا ليرتفع العدد إلى أكثر من 2200 طن في الصيف والمواسم الصيفية والمناسبات كالأعياد.