أبدى طرفا النزاع في مالي خلال اللقاء الذي جمع كل واحد منهما بالجزائر أول أمس على انفراد مع سفير الجزائر بمالي عبد الكريم غريب، تفاءلا كبيرا بما ستسفر عنه المفاوضات التي جمعتهما من جديد على طاولة واحدة، بداية من نهار أمس، والتي ناقشت عدة نقاط من أهمها تنمية منطقة كيدال، وتنفيذ جميع بنود اتفاقية الجزائر الموقعة عام .2006 وقال عضو في وفد المتمردين الطوارق إن الأمور تمت في شكل جيد خلال اللقاء الذي جمعهم على انفراد بالوسيط الجزائري، مبينا أن هدف لقاء الخميس هو التحضير لاجتماع يوم أمس، والذي كان بحضور كلا طرفي النزاع. مضيفا أن المتمردين يريدون تطبيقا دقيقا لاتفاقية الجزائر الموقعة في جويلية 2006 بين الحكومة والمتمردين السابقين، معتبرا أن تنفيذ هذه الاتفاقية هو الكفيل الوحيد بإرساء السلام في مالي، حيث قال في هذا الشأن '' نريد تطبيقا دقيقا لاتفاق الجزائر الذي وقع في جويلية 2006 بين الحكومة والمتمردين السابقين، هذا الأمر فقط سيرسي السلام لدينا في مالي". ومن جانبه، التقى وفد الحكومة المالية الذي يقوده وزير الإدارة الإقليمية والجماعات المحلية الجنرال كافوغونا كوني بعبد الكريم غريب، وأوضح عضو من الوفد الحكومي عقب ذلك أن هذا الاجتماع كان عبارة عن تمهيد للقاء يوم أمس الذي سيسعى خلاله الطرفان إلى تحقيق نتائج من شانها أن ترسي مزيدا من الأمن والسلام بالمنطقة، حيث صرح بخصوص هذا الاجتماع ''التقينا الوسيط تمهيدا لاجتماع اليوم الجمعة الذي يهدف إلى التقدم نحو السلام". وفي السياق نفسه، كان عبد الكريم غريب قد صرح في وقت سابق أن هذه الجولة الجديدة ستتمحور بالخصوص حول تقييم ما تم تنفيذه منذ لقاء المتابعة الثلاثي الذي جرى في شهر جويلية الماضي،كاشفا أن هذا الاجتماع سيدرس أيضا قضية الطوارق الماليين الذين نزحوا إلى البلدان المجاورة بسبب الأزمة المندلعة بمنطقة كيدال، معلنا أن الجزائر تقوم حاليا بدراسة طلب تلقته من طرف حكومة بماكو ومن طرف حركة التحالف من أجل التغيير التي تمثل المتمردين لاحتضان مقر لجنة يتكون أعضاؤها من الطرفين، مهمتها متابعة التنفيذ الميداني لاتفاقية السلام الموقعة في الجزائر في 4 جويلية .2006 ومعلوم أيضا أن لقاء المتابعة الثلاثي الذي عقد في الفترة الممتدة من 18 إلى 21 جويلية، قرر أن يكون موضوع التعاون بين الجيشين الجزائري والمالي لتنمية منطقة كيدال من بين النقاط التي ستناقش خلال هذه الجولة الجديدة من المفاوضات. وفي الإطار ذاته، كشف مصدر مقرب أن اللقاء سيتناول بالإضافة إلى المحاور المشار إليها سلفا ملفات أخرى، يتصدرها تأكيد وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين لدى الجانبين وتفكيك الألغام المزروعة بالشمال المالي.