يجتمع اليوم بالجزائر طرفا النزاع في مالي الممثلان في الحكومة المالية والمتمردين الطوارق على طاولة المفاوضات مجددا تحت إشراف الوساطة الجزائرية بقيادة سفيرها ببماكو عبد الكريم غريب، وذلك بهدف وضع خارطة طريق لإنهاء الأزمة المندلعة بالشمالي المالي، وكذا مناقشة مسألة تنمية هذه المنطقة، والنظر في المساعدات التي يمكن أن يقدمها الجيشان المالي والجزائري في هذا الإطار تنفيذا لما اتفق عليه خلال لقاء المتابعة الثلاثي في جويلية الماضي. وستتناول هذه الجولة من المفاوضات التي تعد الرابعة منذ ان عادت الجزائر إلى لعب دور الوسيط بين طرفي النزاع إعطاء دراسة تقييمية لما تم الاتفاق عليه منذ شهر في الجزائر، حينما استطاعت المفاوضات التي ادارها السفير الجزائري ان تجعل الطرفين يقرران إيقاف إطلاق النار بمنطقة كيدال، وإنهاء المواجهات التي كانت تحدث بين المتمردين وعناصر الجيش من فترة لأخرى. ومعلوم أن الجولة الماضية من المفاوضات كانت قد ناقشت مسالة تحرير المحبوسين الموجودين لدى كل طرف، وهو ما تم بعد ذلك حينما قام التحالف الديمقراطي ل 23 ماي من أجل التغيير بمالي بإطلاق سراح 21 عنصرا من الجيش المالي كانوا محتجزين لديه. وفي هذا الشأن، كان عبد الكريم غريب قد كشف بحر هذا الأسبوع أن موعد اليوم سيقيم ما تم تنفيذه منذ اللقاء الأخير، إضافة إلى انه سيتطرق إلى قضية الطوارق الماليين الذين نزحوا إلى البلدان المجاورة بسبب الأزمة المندلعة بمنطقة كيدال، كما أعلن غريب حينها أن الجزائر تقوم حاليا بدراسة طلب تلقته من طرف حكومة بماكو ومن طرف حركة التحالف من أجل التغيير التي تمثل طرف المتمردين لاحتضان مقر لجنة يتكون أعضاؤها من الطرفين، مهمتها متابعة التنفيذ الميداني لاتفاقية السلام الموقعة في الجزائر في 4 جويلية .2006 وينتظر أن يكون ملف تنمية منطقة كيدال من أبرز المواضيع المطروحة على طاولة المفاوضات، خاصة وان احد قياديي الطوارق كان قد صرح أن الحكومة المالية لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه بشأن هذه النقطة خلال لقاء المتابعة الثلاثي الذي جرى في الفترة الممتدة من 18 إلى 21 جويلية، إضافة إلى أن موضوع التعاون بين الجيشين الجزائري والمالي لتنمية المنطقة سيعنى هو الآخر بحيز كبير من النقاش والدراسة، وبالخصوص ما تعلق منه بالمساعدات التي يمكن ان يقدمها الجانب الجزائري لنظيره المالي، والتي ستأتي بعد الشروع في إنشاء فرق مشتركة بين القوات الجزائرية والمالية والمتمثلة مهمتها في السهر على تأمين المناطق الحدودية. ويرتقب الجميع ان يكون لقاء اليوم فرصة جديدة من شأنها ان تجعل كل طرف من طرفي النزاع يضع ثقة اكثر في خصمه، كون ذلك هو الأساس للمضي قدما نحو الأمام على حد ما كان قد قاله سابقا عبد الكريم غريب، الذي أضاف حينها أن مسالة تنمية المنطقة الشمالية للبلاد وإقامة مشاريع إنمائية بها هي نقطة أخرى يجب على الجانبين الاتحاد للقيام بها حتى يمضيا بأكثر تفاهم نحو الأمام، كما أبدى غريب تفاؤله بما سيسفر عنه لقاء اليوم في تنفيذ بنود اتفاقية الجزائر الموقعة عام ,2006 وذلك خلال تصريح خص به إذاعة الجزائر الدولية.