عرفه جمهوره من خلال حصة ''فن بلادي'' التي تذاع على قناة البهجة وفنان في الطابع الشعبي، وكذا طبيب مختص في العلاج الحركي، هو فنان متعدد المواهب عرف كيف يجمع بينها رغم صعوبتها واختلاف كل موهبة عن الأخرى ''الحوار'' زارت ياسين بوزامة في هذا الشهر الكريم لتتطفل على حياته الفنية والطبية، وكذا عن يومياته الرمضانية حيث يحدثنا في هذا الحوار. باعتبارك منشط حصة إذاعية تهتم بالتراث الغنائي، كيف ترى واقع الفن في الجزائر خاصة الأغنية الملتزمة؟ كوني منشطا إذاعيا بإذاعة البهجة لحصة ''فن بلادي'' التي تهتم بالتراث الغنائي الأصيل مثل الشعبي، الأندلسي، القبائلي، الشاوي والتندي الصحراوي، فبالنسبة إلي فالفن في الجزائر يتجدد ومتواصل مع الزمن، وفي كل يوم هناك العديد من المطربين الغيورين على فن بلادهم. أنت تجسد ثلاث شخصيات: طبيب مختص في العلاج الحركي ومطرب شعبي، ومنشط إذاعي وتلفزيوني، ما هي أقرب شخصية إلى ياسين ؟ صراحة أجد نفسي في هذه الشخصيات الثلاث، فكل شخصية تشكل جزءا من نسيج شخصية ياسين، ولا أستطيع الفصل بينهما، لأن كل واحدة تمثل نمط حياة معين يختلف عن مجال باقي الشخصيات التي ذكرتها قبل قليل، لكن في حالات كثيرة يتداخل سلوك التي تصدر عن كل شخصية فيحدث تناغم وتناسق ويحدث مزج طبيعي، بين تلك الشخصيات فتخرج إلى الوجود شخصية ياسين بوزامة الطبيب الفنان والمنشط، حين أكون في قاعة العلاج مع المريض تجدني أصدر صوتا موسيقيا حتى أحضر المريض للعملية، وعندما أنشط حصة إذاعية أو تلفزيونية كذلك لا أفصل نفسي على أنني طبيب وذلك من خلال النصائح التي أقدمها لضيوفي الفنانين تماما مثل ما يفعل الطبيب المعالج مع المريض، وحين أقدم وصلة غنائية على منصة العرض، فأحس بأنني شخص آخر، وأحس بمتعة خارقة للغاية، وعالم الموسيقى والطب وجهان لعملة واحدة. هل صحيح أن ياسين بوزامة نجح كمنشط ولم يستطع إثبات نفسه كفنان؟ صراحة أنا أحب من ينتقدني نقدا بناء، ومن خلاله أراجع نفسي على كل المستويات وأبحث عن الوسيلة المثلى لتصحيح النقاط المشتبه فيها، وكل بن آدم ناقص، والكمال لله سبحانه وتعالى، أنا خريج المدرسية السندوسية وتكويني القاعدي في الموسيقى الشعبية الأصيلة جعلني أحب عالم الفن والجمال، وغيرتي على وطني وحبي الشديد له مكناني من أن أخرج مكنوناتي الثقافية والفنية من خلال تنشيطي لحصة اسمها '' فن بلادي'' لكن يبقى كل شيء نسبيا، ودائما نبحث عن المطلق فالإنسان الذي يريد فرض نفسه على الساحة عليه أخذ عملية النقد بمفهومه الجدي، وأن يكون ذلك محفزا له حتى يرتقي بعمله إلى أعلى المستويات. نحن نعيش أجواء رمضان، هل يؤثر الصوم على ياسين ؟ أبدا، قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم ''صوموا تصحوا''، انطلاقا من هذا الحديث الشريف يتبن للصائم أن امتناع المرء عن الشرب والأكل من طلوع الشمس إلى غروبها أمر ضروري، والحمد لله الذي جعل الإسلام نورا يضيء به العقول وروحا تحيا به النفوس، والحكم التي أودعها الله في الصيام بحر ليس له قرار، كما قال أيضا ''الصوم جنة'' لاعتباره مدرسة تربوية تزكي النفس وتطهر العقل من الشوائب العالقة به طول أيام السنة. وعلميا أثبتت الدراسات التي قام بها الباحثون أن الصوم ضرورة لابد منها، وقد نصح به الإطباء. ما حدود قدرتك على تحمل العطش في الجو الحار؟ كل شيء عادي بالنسبة لي، ودون مبالغة أنا أجد راحتي في هذا الشهر الفضيل، صحيح أنني أحب الأكل حد الشراهة لكني أجد متعة خاصة خلال أيام رمضان، وأنتظر قدومه بفارغ الصبر، لأنه يعلمني الصبر. وللصوم فوائد جمة، منها زيادة على أنه ينمي مراقبة الله تعالى في فكر الصائم وقلبه ونفسه وأنه يدرب النفس على كبح جماح شهواته ويمكن الصائم أيضا من تملك زمام نفسه وأمور أخرى، فهو كذلك ينعكس إيجابا على جسم الإنسان ويقوي أعضاءه الداخلية، فيقوم بإزالة الخلايا التالفة والضعيفة من جسم الصائم; يحرك الأجهزة الداخلية فتتجدد الخلايا، كما تسترد كل خلايا الجسم عافيتها ونشاطها بشكل يعطي للإنسان حيوية، ويعمل على تفعيل جهاز المناعة لدى الصائم. إذن أنت لست ممن يقضي النهار في النوم؟ هذه هي مشكلتي، فأنا لا أنام خلال هذا الشهر إلا قليلا، طول النهار في العيادة مع المرضى شفاهم الله وعافاهم وكل مرضى المسلمين، وفي الليل مع السهرات الفنية ''القعدات القديمة'' وإحياء أجواء ليالي رمضان المميزة، لأن ليالي رمضان نكهة خاصة لا نظير لها خارج هذا الشهر. ماذا عن قفة رمضان؟ أترك مهام قفة رمضان لفنانة المطبخ، زوجتي، فأنا لا أجيد التسوق، لذا رفعت يدي من هذه المهمة التي أصفها بالصعبة خاصة في هذا الشهر. هذا يعني أنك تضع ميزانية خاصة قبل حلول رمضان؟ أبدا لست ممن يخصص ميزانية لمواجهة شهر رمضان، بل أهم شيء يجب أن نحضر له، كيف نرضي الله في هذا الشهر وذلك بالبحث عن الفقراء والمعوزين والإحسان إليهم، ليس ماذا أطبخ وماذا أكل وما هي تشكيلة المائدة لهذا اليوم؟ هل أنت من متتبعي الشبكة البرامجية على القنوات الوطنية ؟ نعم أنا من متتبعي الشبكة البرامجية التي تبث عبر القنوات الوطنية، خاصة عند الإفطار، إلى غاية خروجي للعمل ليلا في الإذاعة والتلفزة.