هو شخص ذكي إستطاع ان يواصل دراسته ويحقق حلمه في أن يصبح طبيبا، إلا أنه لم يتوان أيضا عن تحقيق الحلم الراسخ في صدره منذ الطفولة وهو ان يصبح مطربا، إنه سمير حنفي المعروف في الوسط الفني باسم سمير العاصمي وهو ضيفنا هذا الأسبوع· المساء : البداية كانت مع الشعبي والأندلسي وهي الفترة التي كان لها أثر كبير في نفسيتك، حدثنا عنها؟ سمير العاصمي: إنها فترة رائعة لن أنساها أبدا، فنحن من الجيل الذي تعلّم اصول الفن في زمن النقاء والصفاء وككل المغنين تأثّرت بالفنان الحاج منور، خاصة وأنه كان يضرب على الدف ويغني في آن واحد، فكم كانت تشهويني طريقته في ضرب الدف وأداء القصيد، لقد تعلّمت منه الضرب على الدف والغناء في ذات الوقت كما كنت دائم الاحتكاك بالجمعيات الموسيقية وعلى رأسها الموصلية والسندسية، ومنها عشقت الأندلسي· المساء : يبدو جليا أن رغبتك في ولوج عالم الفن لم تؤثر قط على دراستك والدليل هو تفوقك وحصولك على شهادة الطب؟ سمير العاصمي: الأمر ليس بمعجزة فبقليل من الذكاء والارادة نحصل على ما نريد، فقد وضعت نصب عيني رغبتين ملحّتين وكان لزاما علي تحقيق الاثنتين، لتوازني الفكري والنفسي معا، فالتعليم كان مهما جدا بالنسبة لي في الوقت الذي كنت اشعر بميل عميق للفن، وإذا لم أوفق في احدى الرغبتين كنت سأصاب بخيبة أمل وإحباط يلازمني مدى الحياة، ويعكّر صفو أيامي والحمد لله لقد وفقت فيما اردت وهذا يسعدني ويرفع من معنوياتي ويجعلني اعيش الحياة واتذوّقها بنفس مرحة مطمئنة وراضية· -طبيب جراح ومغني أفراح قد يكون الأمر جميلا بالنسبة للكثيرين لكنه قد يكون محرجا للبعض فما تعليقك كطبيب لا كمطرب؟ * على العكس فالطب والفن لا يتعارضان أبدا وأنا لا أجد حرجا في الجمع بين الطب والغناء فكلاهما فيه علاج وراحة للنفس والبدن فإذا كانت الجراحة تشفي آلام الجسد العليل، فإن الطرب يشفي أنين النفس، كما أن الطب النفسي اكد أن للموسيقى أثركبير في العلاج النفسي وأنا أرى ان الطبيب الجراح ومغني الافراح بمارس مهنتين نبيلتين، وكلاهما تعالج الأسقام على طريقتها· - هل صحيح ان سمير العاصمي مطرب أعراس الطبقة الراقية؟ * من قال هذا، إنها مجرّد إشاعات لا غير، فأنا مطرب اعراس العائلة الجزائرية بكل طبقاتها الفقيرة، المتوسطة والغنية· - إذا تلاحقك الإشاعة كثيرا، هل من إشاعات أخرى بلغت أذانك؟ * هناك الكثير منها يشاع أني أتقاضى أكبر أجر في الاعراس وهذا غير صحيح، كما أشيع مؤخرا أني مريض، وأنا أفند هذه الاشاعة واقول أني بصحة جيدة، والحمد لله، وأتساءل عن سرّ هذه الأكاذيب والفائدة من ترويجها، أظن ان الصحافة الصفراء وراء الأمر طبعا لرفع مبيعاتها· - للفنان الناجح حتما علاقة طيبة ووطيدة بعالم الصحافة بمختلف تخصصاتها، فما هي علاقة سمير العاصمي بهذه الأخيرة؟ * جيدة، خاصة تلك التي تربطني بالإذاعة والتلفزيون فمؤخّرا استدعتني قناة الجزائرية CANAL ALGERIE لحصة TV RAMA كما استدعيت من طرف القناة الثالثة عربسات كضيف في حصة خليكم معنا لكني ولظروف سفري أجّلت حضور الدعوة التي سألبيها قطعا قريبا، إن شاء الله، كما استدعيت من طرف القناة الاذاعية الأولى، وقناة البهجة التي تبث كل جديد وبالمناسبة أحيي وأشكر الجميع· - ألبومك الأخير ناجح جدا، تخاله لفنان مغربي لا جزائري، فهل هذا النجاح سيدفعك للتخلي على الطابع العاصمي، والتفرغ للطابع المغربي؟ * لا أبدا، فلا غنى لي عن العاصمي هو طبعي، رغم كون فني كوكتيل يجمع كل الطبوع، فالفنان الناجح في اعتقادي هو من يستطيع التألق في آدائه لكل الطبوع صحيح أن ألبومي المغربي لقي نجاحا منقطع النظير لجمال كلماته وخفة ريتمه، لكني مع هذا سأنتقي من كل روض زهرة، ومن كل فن أغنية خفيفة نظيفة تلبي الاذواق المختلفة لجمهوري، ففي اختلاف الطبوع حكمة، إذ يستطيع الفنان بذلك استقطاب اكبر شريحة ممكنة، فيكون بذلك جمهورا واسعا عريضا من شتى المناطق· - ماذا عن جولاتك الفنية؟ * أحييت مؤخرا ثلاث حفلات ناجحة في المركز الثقافي بباريس وكذا في سويسرا، واعتزم القيام بجولة فنية الى باريس وأخرى الى كندا· - وماذا عن جديد انتاجك؟ * فبعد ألبومي الصادر في 2007 (قومو·· قوموا نمدح الله)، وأنا بصدد التحضير لألبوم منوّع موسيقى وتوزيع توفيق عامر، الكلمات لصحفية، تتناول مواضيع الاغاني، قضايا اجتماعية وعاطفية كالحسد، الغيرة، الحب، كما احضّر لألبوم آخر طبع مغربي (فن العيطة وهو من الفنون الشعبية المغربية مناسب جدا للأفراح والليالي الملاح· - كلمة أخيرة؟ * أقول لجمهوري أنه حتى وإن كان إرضاء الجميع غاية لاتدرك إلا أني سأسعى لتذليل الصعاب، فكما وفقت في الجمع بين الطب والغناء لن أعجز عن ارضائه·