وجدت النساء في الحمامات الشعبية التي تفتح أبوابها خلال السهرات الرمضانية، فرصة لتغيير الجو وإزالة التعب الذي لا يمكن أن توفره إلا الحمامات الشعبية وقاعات الصونا التي بدأت تعرف إقبالا كبيرا هذه الأيام. استأنفت الحمامات الشعبية النسائية نشاطها خلال شهر رمضان، حيث بدأت تفتح أبوابها في السهرات الرمضانية للراغبات في الاستحمام وإزالة التعب والإرهاق الذي يلحق بهم بعد يوم مليء بالعمل المتواصل. والمتجول عبر الأحياء الشعبية يرى أن عددا كبيرا من الحمامات الشعبية بدأت تطبق نظام الدوام الليلي الذي كان في السنوات القليلة منحصرا في خدمة الرجال فقط، لكن وبعد أسبوع من الراحة فتحت الحمامات النسائية أبوابها لاستقبال السيدات والفتيات من الساعة التاسعة مساء وإلى غاية الثانية عشرة ليلا، وقد خلف القرار ارتياح الكثير من السيدات اللاتي وجدن فيه فرصة لإزالة التعب والخروج من جو البيت. وسيلة لإزالة التعب اليومي تتفق الفتيات والنساء القريبات على الالتقاء خلال السهرات الرمضانية في الحمامات الشعبية القريبة من منازلهن بهدف تغيير الجو والالتقاء مع بعضهن دفعة واحدة، وقد ألفن خلال الأيام العادية التوجه إلى الحمامات الشعبية كل نهاية أسبوع، لكن شهر رمضان فتح لهم المجال للالتقاء مع بعضهن بعد قرار أصحاب الحمامات فتحها خلال السهرات الرمضانية. وقد ساعد الارتفاع في درجات الحرارة وعدم التزود بالمياه بشكل يومي على إقبال النساء بكثرة على الحمامات الشعبية. وما يلفت الانتباه هو الإقبال الكبير الذي تعرفه هذه الأماكن خاصة منذ بداية الأسبوع الثاني لشهر رمضان الكريم، وهو الوقت الذي عرف إعادة افتتاح هذه الأماكن خلال السهرات الرمضانية وتخصيصها للنساء. كما أن شهر رمضان قد فرض على النساء التفرغ بشكل نهائي للمطبخ وهو ما دفعهن الى تخصيص بعض الوقت من السهرة للحمامات الشعبية التي يقصدونها رفقة بناتهن لاستحمام واسترجاع جزء من الطاقة التي فقدوها خلال أعمال المنزل المختلفة، كما أن العديد من زبائن الحمامات الشعبية هن من النساء العاملات اللاتي أرهقهن العمل خارج البيت وداخله ومن بينهن السيدة نبيلة التي أكدت ان عملها في الإدارة والجلوس طوال الوقت على المكتب أرهقها كثيرا. والمشكلة أن العمل داخل البيت خلال شهر رمضان زاد وهو ما أثر عليها كثيرا، ووجدت في الحمام فرصة كبيرة لا يمكنها ان تتوفر في مكان آخر لإزالة الإرهاق اليومي الذي تشعر به. وتضيف السيدة نبيلة أنها تتفق هي وصديقاتها على الالتقاء في الحمام ويقمن بإحضار بعض الحلويات والمشروبات لتناولها هناك بعد الاستحمام. وللبوقالة مكانتها في سهرات الحمام تستغل العديد من الفتيات فرصة اجتماعهن داخل الحمام لممارسة الألعاب الشعبية المختلفة على غرار البوقالة التي تعرف حضورا قويا خلال اجتماعهن في سهرات رمضان، حيث تقوم إحدى الفتيات بإحضار أوراق كتبت عليها مئات البوقالات التي تكون مرقمة وتختار الفتاة رقما معينا يكون محببا عندها وتقرأ لها إحداهن ما يرافق هذا الرقم في ورق البوقالة. كما يكون اجتماع الفتيات في الحمام فرصة للتحضير للعيد بتبادل وصفات الحلويات وطرق إعدادها، بالإضافة إلى اقتناء الملابس والإكسسوارات التي تباع على مستوى الحمام من قبل نسوة يتنقلن بين مختلف الحمامات المنتشرة في الأحياء الشعبية لبيع سلعهن خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك.