أكد الفنان عبد المجيد مسكود أنه يحرص على ختم القرآن في شهر رمضان على أساس أن هذا الشهر فرصة للعبد المؤمن ليراجع نفسه ويتضرع إلى الله تعالى. إلا أنه عاد ليقول إنه يشعر بالكسل خلال هذا الشهر ربما لتزامنه مع أيام الصيف الحارة. يحدثنا صاحب ''قولولي يا سامعين ولاد العاصمة وين'' من خلال هذا الحوار عن طقوسه في رمضان وكذا عن جديد الفني، وأمور أخرى نناقشها مع الفنان في هذا اللقاء. أين هوعبد المجيد مسكود بعد مسيرة طويلة من العطاء الفني؟ أنا موجود دائما، لدي برنامج عمل طويل وعريض طول السنة، فأنا مثل النحلة الدؤوبة التي لا تكل ولا تمل، فالفن عندي بمثابة الأكسجين الذي أتنفسه واستنشقه، من الصعب الابتعاد عنه، لا تنسوا أنني سليل عائلة فنية. وما سبب ابتعادك عن الساحة الفنية الجزائرية، حيث أصبحت نادرا ما تطل على جمهورك عبر شاشة التلفزيون؟ من المفروض أن يطرح هذا السؤال على المسؤولين والقائمين على شؤون مؤسسة التلفزة الجزائرية، فهم وحدهم يستطيعون إيفاء الجمهور بالجواب الشافي. أنا تحت أمر أي فضاء ثقافي وفني، ولست أتكبر على أي عمل مادام يساهم في ترقية الذائقة الفنية للمتلقي الجزائري. وعلى المؤسسات الفنية التي تنشط على الساحة الجزائرية أن تعمل على منح الفنان فرصة للظهور ليحتك بجمهوره بشكل مباشر، فالوسط الإعلامي خاصة المسموع والمرئي عليه أيضا تحمل جزء من المسؤولية من خلال إعطاء الوقت الكافي للفنان حين ينزل ضيفا على إحدى حصصهم الفنية، كي يكون له الوقت الكافي للإفصاح عما لديه من أعمال فنية وعن قائمة البرنامج المسطر من قبله خلال السنة، وهذا يدخل ضمن مبدأ أحقية المواطن في الإعلام المخول له قانونا. يتهمك البعض بأنك ساهمت في تغذية فكرة الجهوية في الجزائر، من خلال أغنيتك الشهيرة ''يا الدازير يا العاصمة'' بماذا ترد؟ أ؟ بدا هذا اتهام باطل، ليس له أساس من الصحة، فأنا جزائري مائة بالمائة وأعشق كل شبر من الجزائر العميقة، ولا أسمح لأي كان أن يمس بشرف الشعب الجزائري، لست أحمل مثقال ذرة من العنصرية، ولا أمجد فكرة الجهوية، كما يشاع عني من قبل هؤلاء الذين يريدون تحطيمي فنيا، وتشويه صورتي. وما أغنية '' الدازير يا العاصمة'' التي كثر الحديث حولها بأنني أغذي الجهوية فقد طلب مني تأديتها خلال الحفلات التي قمت بها عبر الوطن، وسمع صداها في كل أرجاء الوطن. لماذا لم يتحدثوا عن أغنية ''زحف الريفي جاب غاشي'' مثلا، ولماذا لم يعيبوا على العلامة ابن خلدون حين قال ''إذا عربت خربت''. أنا ضد الذي يسعى للهدم ولست ضد أي شيء آخر كما يزعمون، بالإضافة إلى كل هذا فجدي هو من منطقة بني عمران ولاية بومرداس وجاء إلى العاصمة واستقر بها، كل الشعب الجزائري من أصول ريفية. كلمة أقولها وأرجو أن تلقى صداها، أنا لا أريد أن أخوض في هذا الحديث كثيرا، لأنني أكبر من أن أوصف بهكذا وصف. قلت في إحدى الحصص التلفزيونية إن لديك قصائد لم تغن بعد وأنك مستعد لأن تقدمها للشباب الذين يهوون الفن الشعبي، هل وجد مسكود من يتبنى أعماله؟ فعلا هو كذلك لدي العديد من الأعمال الفنية جاهزة تنتظر من يتبناها من شباب الجيل الصاعد، لدينا أصوات رائعة. لكن جيل الفن الراهن أكثره لا يريد العمل ويميلون إلى إعادة الأغاني عوض الإتيان بالجديد والتفاعل مع الواقع، هم ينتظرون من كاتب الكلمات أن يعرضوا إنتاجهم الفكري عليهم، ويحصلون على أعمال فنية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والجد هناك مثل جزائري يقول'' الزاوش هواللي يروح للشجرة وليس العكس''. على الرغم من مسيرتي الفنية الطويلة إلا أنني مازلت أذهب إلى من هم أكثر مني خبرة وعلما لأستقي منهم العلوم التي أطور بها مستواي الفني. في اعتقادي اثنان لا يتعلمان الإنسان المتكبر والإنسان الخجول، يجب على الواحد منا أن لا يقتدى لا بالشخصية الأولى ولا الثانية، حتى يستقيم له الوضع وتتوضح الرؤى. ماذا بقي من ''قعدات العاصمة تاع زمان'' ولاسيما تلك التي كانت تنظم خلال رمضان؟ ''قعدات العاصمة القديمة'' ما تزال بخير، ومازلنا نحيي حفلات الأعراس في الأحياء مثل ما عهدناه سابقا وبنفس الطقوس العتيدة، والحمد لله بدأت حركة هذه العادة تظهر من جديد بفضل وعي المجتمع العاصمي الذي يحن دوما إلى عاداته وتقاليده باستمرار ويحاول الحفاظ على هذا الموروث الشعبي الأصيل وتركه إلى الأجيال اللاحقة ماذا يحضر مسكود بعد ألبوم ''المنام''؟ ؟ أنا بصدد تحضير ألبوم غنائي جديد يحتوي على ثماني أغنيات تتضمن مواضيع متعددة، من بينها أغنية حول الولي الصالح ''سيدي محمد بزقبرين'' وهي مأخوذة من التراث الغنائي الجزائري، ''أرجع لله وتوب''.. إلى جانب أغنية حول ''حي بلكور'' موطن الصبا، حيث نشأت وترعرعت في أزقته التي مازالت تعبق برائحة الزمن الماضي، هذا الحي الذي يعد مصدرا أستلهم منه أفكاري، تريثت قليلا في مسألة طرحه في السوق بسبب حمى الأغنية الرياضية التي أصابت العديد من الفنانين غداة تأهل الفريق الوطني الجزائري لكأس العالم، وانعكس صداها بصورة مذهلة في الوسط المجتمع الجزائري، لكن أعد جمهوري بالجديد الذي سأطرحه خلال الأشهر القادمة قدمت العديد من الأفلام التلفزيونية ثم اختفيت فجاة عن عالم التمثيل، ما سبب ذلك يا ترى؟ أنا إنسان يحب أن يتذوق كل الفنون دون استثناء حتى أثري أجندتي الفنية، لأن الفن هوعنصر من العناصر التي تتشكل منها فصيلة دمي، فعلا فقد سبق لي وأن قمت بالعديد من الأفلام مع كبار الممثلين وعلى رأسهم المرحوم الطيب أبوالحسن، جمال بوناب، مصطفى النجار... ومن جملة الأعمال التي شاركت فيها ''جحمومة''،'' سي بلقاسم''،'' البورجوازي'' و''ديوان الشياطين''، إلا أنني ما فتئت أتحول إلى ميدان الغناء ولا أعرف سبب ذلك، لكن لا أنكر أنني أحن إلى فن التمثيل وأتمنى من المخرجين أن يمنحوني دورا أجسده في عمل فني يخدمني كفنان. ''الشربة البيضاء طبقي المفضل'' ''أنا كسول في شهر رمضان إلا أنني لست مدمنا على النوم'' قال المطرب الشعبي عبد المجيد مسكود إنه يحس بالكسل في شهر رمضان إلا أنه ليس مدمنا على النوم، حيث يرى في هذا الشهر فرصة للتقرب إلى الله تعالى من خلال الإكثار من الصلاة والتضرع إليه، كما يجتهد مسكود على الإكثار من قراءة القرآن وختمه. وبشأن الأماكن المفضلة لديه لقضاء سهرة ليالي رمضان قال مسكود إنه يفضل المكوث في البيت إذا لم يبرمج في أي حفل. ''أحب الدخول إلى المطبخ لأساعد الزوجة في قلي البوراك والشربة البيضاء طبقي المفضل'' . وقال محدثنا إنه قبل أذان المغرب بلحظات يقتحم المطبخ ليساعد زوجته وكنته في بعض شؤون المائدة البسيطة كقلي البوراك. وعن طبقه المفضل خلال هذا الشهر فهو الشربة البيضاء والبوراك، وبعض السلطات. وبخصوص البرامج التي يفضل مسكود متابعتها خلال شهر رمضان، أكد أنه حريص على متابعة الشبكة البرامجية الوطنية. أجندة مسكود في رمضان كشف عبد المجيد مسكود أنه تمت برمجته في العديد من الحفلات التي تنظم من قبل المؤسسات الفنية لإحياء ليالي هذا الشهر الفضيل، كما كانت له جولات فنية قادته إلى مختلف ولايات الوطن، فبعد العاصمة التي أحيا فيها سهرات فنية احتضنها كل من نادي العنقة التابع لمؤسسة فنون وثقافة، من المنتظر أن يحضر فعالية ''برنوس سيدي محمد'' التي تنظمها بلدية سيدي محمد، وكذا قاعة الموقار وقهوة باب الوادي.