الصيام يجد الجسم فسحة من الزمن يقوم خلالها بإصلاح الضرر والتلف الذي أصاب البدن، وتتم هذه العملية حتى على مستوى الخلية الواحدة. ويقوم الجسم بالتخلص من الفضلات العالقة في الجسم. هذا ما يؤكده أستاذ علم النفس الفسيولوجي في جامعة الكويت د.كامل الفراج، في حديث عن فوائد الصيام على جسم الإنسان: للصيام فوائد كبيرة على الصحة العامة، ما أهمها؟ الصيام يمنح الجسم فترة من الراحة الفسيولوجية، تمكن الجسم من التفرغ إلى إزالة المواد السامة التي تراكمت فية، نتيجة للتعرض للتلوث أوالنواتج الثانوية من عملية التغذية، وزيادة تناول الطعام بشكل مبالغ به. والصيام مفيد لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ولمرضى الحساسية والربووالاكزيما الجلدية. وهو مفيد لبعض أنواع الصداع المزمن، وللأمراض المعوية الناتجة من أعراض تورم الجهاز المعوي، مثل مرض كروهين، وهونافع للقولون العصبي، وأمراض الروماتيز، وله أثر جيد على الصدفية وحب الشباب. العلم اكتشف أن هناك ميلاً عند كل الكائنات ومن ضمنها الإنسان للمبالغة في الأكل، وتناول كمية زائدة عن حاجة الجسم. ويبدو أن الجينات الوراثية عند الإنسان جبلت على ذلك، فعندما كان الإنسان البدائي يجد وجبة طعام، فإن جسمه كان يدعوه لتناول أكبر كمية ممكنة لعدم يقينه من الحصول على وجبة أخرى، عندما يحتاج جسمه لها بفعل شح الغذاء في المجتمعات البدائية التي كانت تعتمد على الجمع والالتقاط والصيد، لتلبية حاجاتها الغذائية، ونحن نتساوى في ذلك الظرف مع كل الكائنات الحية الأخرى. أما اليوم فإن إنسان الحضارة يعيش في وفرة غذائية نتيجة تحسن طرق الزراعة، وتطور صناعة الغذاء، إلا أن الجينات الوراثية لم تعدل برمجتها، ومازالت تدفعنا للإكثار من تناول الطعام، اعتقادا منها أن الوجبة التالية لن تكون مضمونة. وما أضرار الإكثار من الطعام؟ كثرة تناول الطعام تزيد من معدل الجذور الحرة، وهي مركبات ثانوية تنتج من تمثيل الغذاء في الجسم، وفي أغلب الأحوال تضيف ذرات أكسجين حرة ذات شحنة موجبة لجزيئات خلايا الجسم، وتساهم في الإخلال بعملها وأحيانا تساهم في تلفها، والجذور الحرة هي أحد اهم العناصر الكيميائية المسببة لشيخوخة الجسم. وأجمع العلم على أن التقليل من ثلث كمية الغذاء الذي يتناوله الإنسان أوحيوانات المختبر، يساهم في زيادة الصحة العامة، ويطيل عمر الإنسان. وأن معظم المعمرين من البشر يتركون الطعام، وهم يشتهونه، ولا يكثرون من تناول الطعام. والصوم يقلل من تناول الطعام، ليتفرغ الجسم بعد ذلك للتخلص من الجذور الحرة التي تتلف البدن. يساهم الصيام في تنظيف دماغ الإنسان من المواد السامة التي تتراكم فيه بشكل طبيعي كنواتج ثانوية من الضغوط النفسية، أومن الغذاء، فيساهم تبعاً لذلك في راحة الذهن. ويسهل على دماغ الإنسان احتواء عقل تتجلى فيه المشاعر الروحانية، ليرتقي في التعبد والتهجد بصورة سامية.والدين الحنيف بأمر الخالق عز وجل استثنى الكثير من الحالات، وأجاز للبعض الإفطار في رمضان، لأن الصوم قد يشق عليهم، لأن الصوم يؤثر في بعض المرضى سلبا، ولهذا كانت إجازة الإفطار رحمة بهؤلاء.