أظهرت تقارير ودراسات منظمة الصحة العالمية أن الأداء البدني للصائم منذ فترة طلوع الفجر وحتى الغروب، هو أفضل من أداء غير الصائم, وذلك بسبب تحسن درجة تحمله للمجهود العضلي، وتحسن أداء كل من القلب والجهاز الدوري والهضمي والتنفسي وغيرها أثناء الصيام. وتبين أيضاً أن النوم أثناء النهار والسهر طوال الليل خلال شهر رمضان كما يفعل البعض، يؤديان إلى اضطراب عمل الساعة البيولوجية في الجسم، لأن هناك هرمونات محددة تقوم بدور تحفيز أعضاء الجسم على الحركة والنشاط، وتكون في أعلى مستوياتها في الفترة الصباحية وأقلها في الليل، وبالتالي يتعطل عمل هذه الهرمونات ويضطرب الجسم بشكل عام. كما أن الحركة أثناء النهار عندما يكون الشخص صائماً هي أفضل بكثير من السكون والراحة من الناحية الفسيولوجية، لأن الحركة العضلية تؤدي في فترة ما بعد الامتصاص الغذائي (فترة الانقطاع عن الطعام) إلى أكسدة أنواع معينة من الأحماض الأمينية للاستفادة من الطاقة الناتجة عن الأكسدة. وعند استفادة العضلات من هذه الطاقة يتكون حمض أساسي من هذه الأكسدة يدخل في تصنيع الجلوكوز الجديد في الكبد، ويسمى هذا الحمض بال ألأنين، وعلى هذا فإن عملية تصنيع جلوكوز جديد في الكبد تزداد بازدياد الحركة العضلية.. وبعد استهلاك الجهاز العضلي الجلوكوز القادم من الكبد للحصول على الطاقة, يتجه الجسم إلى الدهون (المخزون منها) حيث يقوم بأكسدة الأحماض الدهنية وتحليل وحرق الدهون في الأنسجة الشحمية. لهذا فإن الحركة أثناء الصيام تعتبر بمثابة عمل إيجابي وحيوي، يزيد من كفاءة ونشاط عمل الكبد والعضلات وتخليص الجسم من الشحوم والسموم إضافة لذلك فإن الحركة العضلية في الصيام تنشط لصنع البروتينات في الكبد والعضلات، وهذا بدوره يوفر طاقة هائلة كانت سوف تستخدم في تكوين البروتينات لو أن الصائم كان قد قضى يومه نائماً أو ساكناً، في حين أن الصائم يكون بحاجة إلى هذه الطاقة أثناء صيامه.