صدر للشاعر الجزائري ناصر معماش ثاني ديوان بعنوان''فجائع الاسمنت والعربر'' عن ''منشورات الإمتاع والمؤانسة'' المجموعة الشعرية هذه هي الثانية في مسيرة ناصر معماش الذي سبق له أن نشر في بعض الصحف وعرف في المنتديات والملتقيات الشعرية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وأصدر مجموعة شعرية أولى بعنوان غريب هو ''اعتراف أخير'' الذي لم نعهده في نهايات الشعراء ناهيك عن بداياتهم، فالعنوان كان يشي بأن صاحبه سيقلع عن الكتابة والنشر، خاصة وهو معروف بزهده في ذلك، لكن تلك القراءة ثبت خطؤها بدليل أن ناصر معماش أصدر بعد ذلك بعض الكتابات الموجهة للأطفال وها هو الآن يصدر مجموعته الشعرية الثانية. فجائع الاسمنت والعربر عنوان نجد له تفسيرا في الشق الثاني الذي يقصد به صاحبه ''أمسيات الورد والرمل بين العرب والبربر''، فكلمة العربر الموجودة في الشق الأول منحوتة من كلمتي العرب والبربر ومن هنا يأتي ''المواطن العربري'' الذي نبحث عن فجائعه وعن ''أمسياته'' بين طيات هذه المجموعة الصادرة حديثا لصاحبها الشاعر ناصر معماش. وما يلاحظ لدى تصفح المجموعة الجديدة هذه في البداية أن صاحبها مهووس ب''حديث النهايات'' و''حديث التأخير''، وكأنه متردد دائما بين القول وعدمه، أو يعتقد بأن ما سيقوله في لاحق الصفحات التي يتضمنها الكتاب أنه جاء متأخرا، أو قد لا يفيد قوله شيئا لأن الكلمات فقدت معناها والقصيدة فقدت جمهورها الكلاسيكي ولم تعد تهز الناس مثلما كانت في وقت مضى.