بعدما أغلقت أبوابها في عطلة اضطرارية خلال شهر رمضان الفضيل، تشهد محلات الأكل السريع والبيتزريات في العاصمة، اكتظاظا عن آخرها، حيث أصبحت هذه المرافق أكثر الوجهات إقبالا مباشرة ما بعد شهر الصيام من طرف المواطن الجزائري، نظرا لما تعرضه من مأكولات استحوذت على عقول وبطون الكثير من الموظفين والطلبة على وجه الخصوص، بداية من ساندويتشات الشاورما، قطع البيتزا المطلية بالهريسة والمايوناز، البانيني، القرنطيطا وغيرها من الأكلات السريعة . للإقبال الشديد على خدماتها... مسيروها يعولون على نظافتها عقارب الساعة كانت تشير إلى الحادية عشرة صباحا، كانت لنا جولة استطلاعية لزيارة بعض محلات ''الفاست فود'' الموزعة عبر شوارع العاصمة، كمحل ''نونو'' بنهج العقيد عميروش، ''اللؤلؤة'' بديدوش مراد و''البركة'' بشارع ميسوني. وما شد انتباهنا عند دخولنا لهذه المحلات هو ارتباط نشاطهما التجاري ارتباطا وثيقا بالنظافة، وكذا ارتداء العاملين بها بملابس عمل نظيفة واستعمالهم لمواد الطهي أكثر مما هو منصوص عليه كما هو الحال بالنسبة للزيت، وتسابقهما على تلبية هذه الطلبات التي تتزايد مع مرور كل ثانية، أمام القلق الذي يميز المستهلكين في تحضير الوجبات وتقديمها، وفي هذا الشأن كان لنا حديث مع مسيري هذه المحلات كالسيد عبد الكريم مالك محل ''اللؤلؤة'' بديدوش مراد و''رضوان'' مالك محل ''البركة'' بشارع ميسوني،حيث أكدا أن محلاتهم شهدت عملية شطف وتنظيف وتبيض واسعة في أواخر شهر رمضان، وهذا بتضافر جهود عمالها، لتحضير الساندويتشات والبيتزا واستقبال زبائنهم بعدما أوصدت أبوابهم أزيد من شهر كامل. الرجال أكثر هواة الفاست فود كثير من الطلبة والموظفين تربعت الأكلات السريعة على بطونهم ويدفعون مقابلها أموالهم بشكل يومي بمحل ''نونو''، حيث لاحظنا إقبالهم عليه كوفود أولى من زبائنه. حيث بدأوا في تقديم طلباتهم من شاورما، بانينه، ساندويتش وغيرها من المأكولات التي يعرضها هذا المحل، أمثال عمر ومحمد اللذين يعملان بمؤسسة خاصة، حيث لمسنا أهمية ذلك خلال حديثهما وهما يتناولان وجبتهما بتلذذ بعد أن أضافا لها المايونيز والهريسة اللتين تزيدان من مذاق الأكلة، قائلين ''نحن ننتظر فترة الراحة بفارغ الصبر كي نتوجه إلى محل الفاست فود، رفقة صديقي لأكلتنا المفضلة بالرغم من أن منازلنا قريبة من مقر عملنا''. متسوقات وموظفات يفضلن وجبات الأكل السريع أمر طبيعي إذا ما لاحظنا إقبال النساء أيضا على هذا النوع من المحلات، ولكن كانت دهشتنا كبيرة لرؤيتهن بعدد هائل، حيث اكتظ بهن محل الأكل السريع ''البركة'' المتواجد بشارع ميسوني، هذا الأخير وبحكم تواجده بالقرب من السوق التجاري، فرض سيطرته عليهن مفضلات أخذ قسط من الراحة والأكل فيه قبل العودة إلى منازلهن. وفي هذا الإطار تقول السيدة بديعة كانت برفقة بناتها الثلاث ''ان هذا المحل خفف عنا عناء الطبخ بعد العودة إلى المنزل، فبمجرد الانتهاء من التسوق نتناول وجباتنا فيه ونعود أدراجنا بعد أن نكون قد أخذنا قسطا من الراحة بعد عناء الذهاب والإياب بين المحلات التجارية''. وكما هو الحال مع الآنسة سعاد موظفة ببنك، كانت تتناول وجبتها بمحل ''اللؤلؤة'' بشارع بديدوش مراد، حيث أعربت قائلة: ''أنا من هواة الأكل السريع ولا يمر يوم إلا وأقصد فيه هذا المحل '' مفضلة تناول وجبتها سريعا دون مغادرتها إلى البيت.