قال أن إيطاليا ستدفع خمسة مليار دولار كتعويض عن الحقبة الاستعمارية وكان رئيس الحكومة الإيطالية وصل إلى ليبيا للقاء الزعيم معمر القذافي وتوقيع اتفاق ينهي الخلاف بين البلدين بشأن الحقبة الاستعمارية. وقد وصل برلوسكوني إلى مدينة بنغازي المتوسطية الواقعة على بعد ألف كلم إلى شرق طرابلس لإجراء مباحثات من شأنها أن تفتح الطريق أيضا أمام استثمارات ضخمة. وكان في استقباله نظيره الليبي البغدادي المحمودي ووزير الخارجية عبد الرحمن شلقم. وسبقت وصوله طائرة شحن عسكرية ايطالية تنقل تمثالا ل''حورية شحات''، وهي مدينة أثرية تقع شرق ليبيا على الساحل، وهو تمثال من غير رأس منحوت على الرخام يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد وقد عثر عليه في 1913 باحثون ايطاليون على الأراضي الليبية إبان فترة الاستعمار،وأعاد برلوسكوني هذا التمثال إلى ليبيا بموجب قرار من القضاء الايطالي. وقال رئيس الوزراء الايطالي قبل وصوله إلى بنغازي ''أن معاهدة الصداقة التي سنوقع عليها في ليبيا ستطوي وبشكل نهائي صفحة الماضي وبرضا الطرفين ستتيح كافة السبل من اجل توطيد الشراكة الاقتصادية والصناعية وستكثف التعاون بين ليبيا وايطاليا في العديد من المجالات وبشكل خاص مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة''.، ولم يذكر بارلسكوني مبالغ محددة لذلك لكنه تحدث عن استثمارات إيطالية بمليارات الدولارات، وهو ما تحدث عنه أيضا سيف الإسلام القذافي الشهر الماضي. وقال نجل الزعيم الليبي حينها إن الاتفاق سيكون سابقة تستند إليها دول الجنوب للمطالبة بتعويضات من الدول المستعمرة، ويأتي لقاء بنغازي بعد حسم نقاط رئيسية في معاهدة تشمل تعويضات تدفعها إيطاليا على امتداد ربع قرن، في شكل استثمارات بينها تشييد طريق سريع ساحلي بقيمة 6,4 مليارات دولار، يصل تونس بالحدود المصرية مرورا بليبيا. وناقش الطرفان المعاهدة في إيطاليا باستفاضة مدة أيام، آخرها في مكتب برلسكوني. غير أن مصادر ايطالية قالت إن التوقيع -الذي يتزامن مع عيد الثورة الليبية ال39- مرتبط بتطبيق ليبيا اتفاقا على تسيير دوريات بحرية مشتركة لمحاربة الهجرة السرية وقع العام الماضي، يذكر أن علاقات البلدين ظلت صعبة منذ وصول القذافي إلى السلطة، إذ طرد عام 1970 الإيطاليين وصادر أملاكهم، لكنها استعادت حرارتها في السنوات الأخيرة رغم استياء إيطاليا مما تقول إنه قلة تعاون ليبي في مكافحة الهجرة السرية، ويشار أيضا إلى أن إيطاليا تستورد 25 من حاجاتها النفطية و33 من حاجاتها من الغاز من ليبيا التي تملك وجودا قويا في مجال الأعمال بإيطاليا، وتسبق زيارة برلسكوني أخرى لوزيرة الخارجية الأميركية،لم يحدد تاريخها بعد، لكن كوندوليزا رايس ستكون أرفع مسؤول أميركي يحل بليبيا منذ ,1953 وستدشن زيارة رايس صفحة جديدة في العلاقات الأميركية الليبية التي تعافت منذ إعلان القذافي في 2003 تخليه عن برامج أسلحة الدمار الشامل, ليتوج تطبيع الصلات بين البلدين هذا الشهر باتفاق تعويضات متبادل.