قررت ايطاليا تعويض ليبيا عن الحقبة الاستعمارية بخمسة ملايير دولار على مدى السنوات ال25 المقبلة. وأعلن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني من مدينة بنغازي الليبية أمس السبت أن الاتفاق الذي وقعه مع العقيد معمر القذافي يشمل استثمارات بمبلغ مائتي مليون دولار سنويا لمدة 25 سنة كمساهمة في أعمال البنى التحتية في ليبيا. * وأوضح برلوسكوني في تصريحه للصحفيين أن الاتفاق يفترض أن ينهي 40 عاما من الخلاف بين بلاده وليبيا، معتبرا "أنه اعتراف كامل ومعنوي بالضرر الذي ألحقته ايطاليا بليبيا إبان الفترة الاستعمارية". ومن ابرز المشاريع التي ستمولها ايطاليا في هذا الإطار، شق طريق سريعة ساحلية من غرب ليبيا إلى شرقها، أي من تونس إلى مصر، وهي الطريق التي كان برلسكوني قد وعد بشقها عام 2004. كما ينص الاتفاق على تعاون بين طرابلسوروما في مكافحة الهجرة غير الشرعية. ونقلت تقارير إخبارية عن برلسكوني قوله فى تصريح أن الاتفاق الذي تم بعد مفاوضات عسيرة "سيفتح جميع الآفاق أمام تعزيز الشراكة الاقتصادية والاجتماعية ويعطي دفعة للتعاون بين البلدين". وأوضح أن إيطاليا تلتزم بموجب الاتفاق "بتمويل مشاريع للبنية التحتية في العديد من القطاعات"، مشيرا إلى صعوبة تحديد حجم هذه الاستثمارات، غير أنه أعلن أنها "ستفوق بالتأكيد عدة ملايير".. وبدوره سفير ليبيا في روما حافظ قادور أكد مساء الجمعة في تصريح أن الأمر "اتفاق ضمني" يتيح التعاون في كافة المجالات، لاسيما الهجرة غير الشرعية والبنى التحتية ومكافحة الارهاب. * وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية إن الاتفاق -الذي يتزامن مع عيد الثورة الليبية ال39- مرتبط بتطبيق ليبيا اتفاقا على تسيير دوريات بحرية مشتركة لمحاربة الهجرة السرية وقع العام الماضي.. * ومن جهة أخرى، وبموجب قرار من القضاء الإيطالي أعاد برلوسكوني إلى ليبيا تمثال "فينوس قورينا" الذي استولى عليه جنود إيطاليون عام 1913، وسبقت وصول برلوسكوني إلى ليبيا طائرة شحن عسكرية ايطالية تنقل هذا التمثال، وهو تمثال من غير رأس منحوت على الرخام يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد وقد عثر عليه في 1913 باحثون ايطاليون على الأراضي الليبية إبان فترة الاستعمار. ويذكر أن علاقات البلدين ظلت صعبة منذ وصول القذافي إلى السلطة، إذ طرد عام 1970 الإيطاليين وصادر أملاكهم، لكنها استعادت حرارتها في السنوات الأخيرة رغم استياء إيطاليا مما تقول إنه قلة تعاون ليبي في مكافحة الهجرة السرية. وتستورد إيطاليا 25٪ من حاجاتها النفطية و33٪ من حاجاتها من الغاز من ليبيا التي تملك وجودا قويا في مجال الأعمال بإيطاليا. وتسبق زيارة برلسكوني أخرى لوزيرة الخارجية الأمريكية لم يحدد تاريخها بعد.. * وستدشن زيارة رايس التي ستكون أرفع مسؤول أمريكي يحل بليبيا منذ 1953 صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية الليبية التي تعافت منذ إعلان القذافي في 2003 تخليه عن برامج أسلحة الدمار الشامل ليتوج تطبيع الصلات بين البلدين هذا الشهر باتفاق تعويضات متبادل. *