أوضح كاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية المقيمة بالخارج حليم بن عطا الله، أن الحكومة الجزائرية تضع ضمن أولوياتها في الاهتمام بشؤون الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، التواصل المستمر معها والاستماع لانشغالاتها والبحث سويا لإيجاد حلول مناسبة لمشاكلها، بالإضافة إلى التكفل بإعادة ترحيل المقيمين غير الشرعيين بالخارج بعد التأكد من هوياتهم، وهو الأمر الذي يتطلب وقتا وجهدا كبيرين، حيث أن كثيرا منهم ينتحلون جنسيات أخرى وذلك بعد أن يتم إتلاف وثائق هوياتهم من طرف شبكات التهريب التي تستغل تمسك هؤلاء الشباب بحلم الهجرة. وأكد المسؤول أنه تم إحصاء 150 شاب جزائري يقيمون بصفة غير شرعية في اليونان تم ترحيلهم إليها مرورا بأزمير بتركيا، وذلك بتنظيم من شبكة تهريب تركية تعمل انطلاقا من الجزائر تم كشفها مؤخرا. وقال إن عدد هؤلاء مرشح لبلوغ ألف شاب في نهاية السنة وذلك بانتهاء عملية إثبات هوياتهم. من جانب آخر أوضح بن عطا الله، أن السلطات الجزائرية لازالت تتابع ملف العائلات الجزائرية المقيمة بمدينة وجدة المغربية، والتي لم تتحصل بعد على تعويضات إثر انتزاع أراض كانوا يملكونها، مشيرا إلى أن الملف لا يزال مفتوحا إثر تعثر الحوار مع الطرف المغربي بشأنه، حيث تأسف المتحدث لنقص الإرادة في الحوار لدى الطرف المغربي بخصوص ملف الرعايا الجزائريين الذين جردوا من أراضيهم الفلاحية بالمغرب. وأوضح كاتب الدولة في رده على سؤال حول الرعايا الجزائريين الذين جردوا من أراضيهم الفلاحية بالمغرب أن ''الجزائر تفضل العمل بكل مسؤولية عن طريق الحكومة ولكن على ما يبدو هناك نقص في الاستعداد للتحاور''. وبعد أن أكد أن الرعايا الجزائريين المجردين من أراضيهم الفلاحية لم يتلقوا إلى يومنا هذا أي تعويض سجل بن عطا الله أن ''جاليتنا في بعض البلدان يجب أن تتمتع بنفس الحقوق التي تتمتع بها الجاليات الأجنبية''. وأوضح أن ''هذا الأمر ليس جديدا'' وأن ''الخلاف يدوم منذ عقود''، حيث صرح في هذا الصدد أن ''الملف يبقى مفتوحا مع السلطات المغربية''. أما بخصوص تنظيم رحلات الحج الذي يقترب موسمه، يقول كاتب الدولة إنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتفادي الفوضى التي عرفها موسم العمرة المنصرم والتي تسببت في وفاة معتمرة وتأخر رحلات الإياب. وفي موضوع آخر صرح أن التحقيق في قضية وفاة الجزائرية سارة بن ويس ذات ال 14 عاما بمكةالمكرمة منتصف شهر سبتمبر الجاري، لا يزال متواصلا، مضيفا أن الحكومة الجزائرية تعمل بالتعاون مع المصالح القضائية السعودية للتوصل إلى حقيقة الظروف التي أدت إلى وفاتها. وكانت سارة بن ويس صاحبة 14 سنة لقيت حتفها إثر سقوطها من الطابق السادس عشر بأحد فنادق مكةالمكرمة في 14 سبتمبر الجاري في حادث لم تفكك بعد جميع ألغازه، وقد تم دفنها في 21 منه بالبقاع المقدسة، فيما يتواصل التحقيق والبحث في أسباب الوفاة. وقال بن عطاء الله لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة، أمس، لا يمكننا الجزم بأن الآنسة سارة بن ويس قد توفيت إثر جريمة اغتيال بمكةالمكرمة ما دامت القضية قيد التحقيق، ونحن نعمل على مستوى السفارة الجزائرية بالمملكة العربية السعودية مع السلطات القضائية هناك للوصول إلى الحقيقة. وأضاف كاتب الدولة أن الحكومة الجزائرية نصبت محاميا تحت تصرف عائلة بن ويس للنظر في القضية أمام العدالة. وقال، فور وقوع الحادث وقفت القنصلية الجزائرية إلى جانب بوعلام بن ويس والد سارة، حيث تم وضعه تحت حماية خاصة لإبعاده عن أية ضغوطات، كما تم تدخل سفيرنا لدى السلطات السعودية لتوضيح ظروف القضية. وعن سؤال حول المساهمة الجزائرية في مشروع بناء مسجد مرسيليا رد بن عطا الله ''لم نرد على طلب تم تقديمه لأننا ننتظر أن تتضح الأمور''.