أحيى العالم، يوم أمس، اليوم العالمي لأمراض القلب التي لها علاقة وثيقة بارتفاع نسبة الكولسترول والتدخين والسمنة والضغوط النفسية التي تعرفها منظمة الصحة العالمية بأنها أعداء الجسم البشري. ويشير تقرير المنظمة إلى أن نسبة الإصابة بأمراض القلب قد زادت بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة، بسبب العادات الغذائية السيئة والتدخين والسمنة وارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم والسكري. ويعد التعرض للضغوط النفسية والعصبية من أهم العوامل التي تجعل الإنسان أكثر عرضه للإصابة بالمرض، مبينا أن طرق العلاج قد تطورت كثيرا وأن هناك ضوابط لابد من اتباعها للحفاظ على صحة الجسم ووضع رزنامة من التعليمات للوقاية من أمراض القلب والشرايين. من المعرف عالميا أن أمراض القلب زادت بشكل واضح خلال العقود الأخيرة، وأصبحت إضافة إلى قصور الدورة الدموية تمثل احد أهم المشاكل الطبية في العالم. واللافت أن نسبة انتشار المرض لم تتوقف عند الزيادة العددية فقط بل إن المرض أصبح يصيب مراحل عمرية مختلفة عن السابق، حيث كان من المتعارف عليه أن أمراض القلب تصيب الإنسان بعد سن 50 عاما أما الآن فنجد الإصابة بدأت تظهر على أشخاص في سن الثلاثينيات والعشرينيات وهذا تغير كبير في الإصابة بأمراض القلب بشكل عام وقصور الشريان التاجي بشكل خاص. من أهم هذه العوامل ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون في الدم بنسبة عالية، ما يجعلها تترسب في الشرايين التي تعد الموصل الرئيسي للدم بالأنسجة. وعند ترسب الكولسترول بجدار الشرايين يصبح عائقا أمام تدفق الدم، ما يؤدي في النهاية إلى انسداد الشريان وحدوث جلطة، فارتفاع نسبة الكولسترول وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية يعرض المريض للإصابة بأمراض القلب وقصور الشريان التاجي والجلطة القلبية والذبحة الصدرية، بالإضافة إلى أن ارتفاع ضغط الدم أعلى من المعدلات الطبيعية ينجم عنه تلف الغشاء الداخلي للشريان ما يؤدي إلى انقباضه وتضيقه وبالتالي مرضه وانسداده. ومن العوامل الأخرى الهامة التي أشار إليها التقرير هو التدخين كونه يحوي العديد من المواد الضارة مثل مادة النيكوتين التي تؤدي إلى تلف الشرايين بشكل عام وجدار الشرايين بشكل خاص، ما يترتب عليه قصور في الدورة الدموية أو الدورة التاجية التي تغذي القلب، ما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بجلطة في القلب. ومن العوامل الأخرى التي تمثل خطورة هي مرض السكر لان ارتفاع نسبة السكر في الدم تؤدي إلى عدة مضاعفات قد تؤدي إلى ضعف الدورة الدموية وتلف الشرايين، ما ينتج عنه في النهاية ضعف توصيل الدم إلى الأنسجة المختلفة مثل القلب والمخ والأعصاب، وكذلك زيادة وزن الجسم أوالسمنة وهي عامل هام من عوامل الإصابة بأمراض القلب والشرايين نتيجة ارتفاع نسبة الدهون بالدم الناتجة عن زيادة الوزن، كما أن اضطراب نسبة السكر وعوامل أخرى بيولوجية داخلية تؤدي إلى ضعف الدورة الدموية بشكل عام وضعف الدورة الدموية التاجية. وأخيرا لم ينكر التقرير دور الضغوط النفسية والعصبية على مدى فترات طويلة التأثير السلبي للإصابة بأمراض القلب، خاصة الشخصية الحساسة أو سهلة الإثارة والانفعال والتي تكون معرضة أكثر من غيرها للإصابة بأمراض القلب والشرايين. 80 ألف إصابة بأمراض القلب في الجزائر تتسبب أمراض القلب والشرايين في 58 بالمائة من الوفيات بالجزائر، وتسجل الجزائر سنويا 80 ألف إصابة بأمراض القلب والشرايين عبر الوطن، والعدد مرشح للارتفاع، حسب الأخصائيين. في حين تعتبر الصدمة القلبية الحادة السبب الأول للوفيات، وتحصد ضحاياها من كل الأعمار، خاصة إذا كانوا من ذوي الأمراض المزمنة. أما العوامل التي قد تسبب أمراض القلب فتتمثل في التبغ وارتفاع الوزن وغياب الحركة وارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم. وفي حديث للصحافة أكدت رئيسة المؤسسة الجزائرية لأمراض القلب جازية أملال زياري أن ''أمراض القلب والشرايين تعتبر أول سبب وفاة في الجزائر، وبالتالي فإن علميات إعلام وتحسيس السكان حول العوامل المتسببة في هذه الأمراض ضرورية''، وذكرت بأن الوفاة جراء هذه الأمراض تمثل 58 بالمائة من أسباب الوفاة في الجزائر. وكشفت الدراسة التي أجراها المعهد الوطني للصحة العمومية سنة ,2008 أن الجزائر تسجل 30 بالمائة من إصابات ضغط الدم في صفوف مواطنيها وحوالي 20 بالمائة من الجزائريين مصابين بداء السكري. وارتكزت نصائح المختصين على ضرورة ممارسة الرياضة واعتماد نظام غذائي صحي، بالإضافة إلى تفادي القلق والتوتر الذي يعتبر من سمات هذا العصر ومساهم في الإصابة بأغلب الأمراض المزمنة والإقلاع عن التدخين لأنه سبب مباشر في أغلب الإصابات القلبية. أما التكفل بالصدمات القلبية، خاصة المفاجئة منها كالسكتة والذبحة الصدرية فيكون ناجعا في الساعات الأولى من الأزمة أي عند الشعور بالألم الحاد في الصدر، ما يستوجب التحويل الاستعجالي إلى مصلحة أمراض القلب من أجل إجراء حقن مادة ''التروبوليزم'' التي من شأنها أن تخفف من الصدمة قبل مباشرة العلاج المكثف والمناسب لكل حالة.