أكد الفنان محمد عجايمي أن الفن في الجزائر يعاني من إقحام الدخلاء إلى هذا الميدان داعيا المسؤولين إلى وضع حد لهؤلاء المتطفلين الذين يسعون وراء الربح السريع على حساب الفن وتفاصيل أخرى تطلعون عليها من خلال هذا الحوار. كيف يقيم الفنان محمد عجايمي الأعمال التلفزيونية التي عرضت على قنواتنا الوطنية خلال شهر رمضان الكريم؟ وما هي الأعمال التي شدت انتباهك؟ لا يمكنني تقييم البرامج التي عرضت على القنوات الجزائرية خلال شهر رمضان الكريم لسببين السبب الأول هو أنني تجنبت رؤية بعض الأعمال حتى لا أعلق عنها أما السبب الثاني فكنت أقضي معظم وقتي في مكتبتي الصغيرة منهمكا في قراءة بعض الكتب والسيناريوهات، لكن هناك بعض الأعمال لفتت انتباهي مثل الكاميرا الخفية'' واش أداني'' للمخرج جعفر قاسم وهي ممتازة فجعفر يترك دائما بصماته الخاصة على أعماله وأتمنى أن أتعامل معه في يوم من الأيام. كما شهدت بعض المشاهد من مسلسل ''ذاكرة الجسد'' ومع احترامي للكاتبة الكبيرة أحلام مستغانمي غير أن السيناريو كان بعيدا كل البعد عن الرواية لكن كان ممتاز، وأنا أشجع الأعمال المشتركة لكن حبذا لو أن مثل هذه الأعمال التاريخية تكون من إنتاج جزائري محض، لأن التاريخ الجزائري نحن أولى به عن غيرنا، وأتمنى أن تكون هذه الأعمال بأقلام جزائرية و''مخاخ ''جزائرية خاصة في الأدوار الرئيسية، وبالمناسبة كانت الأخت باهية راشدي التي مثلت الجانب التاريخي لقسنطينة متألقة جدا في أدائها وكان الأخ محمد شلوش ممتاز جدا بظهوره المتميز وثقافته الواسعة. لاحظنا هذه السنة غياب عدد كبير من الفنانين عن الشاشة خلال الشهر المعظم وحلت محلهم وجوه فنية جديدة ما تعليقك؟ نعم هذا صحيح وهذا ما لاحظناه خاصة في المسلسل الدرامي ''الذكرى الأخيرة'' للمخرج مسعود العايب وأنا لست ضد هذه الفكرة وأشجع المواهب الشابة التي استطاعت أن تفرض وجودها على الساحة الفنية الجزائرية نذكر على سبل المثال الممثلة مليكة بلباي والممثل الشاب سمير عبدون اللذان عملا معي في الكثير من المسلسلات، كما أنني تعاملت مع طلبة من معهد الجزائر للدراما وكانوا ممتازين جدا حيث احتكوا بي في بعض الأوبرات مثل ملحمة الجزائر الكبرى التي كتبها فطاحل الشعراء على رأسهم الأمير عبد القادر وانبهرت بموهبتهم وتميزهم وقدراتهم. بعد ثلاث سنوات من المشاركة في الأعمال الرمضانية يغيب محمد عجايمي عن أنظار المشاهد الجزائري .ما هي أسباب هذا الغياب المفاجئ يا ترى؟ أنا أدخل البيوت دون استئذان لهذا أحافظ على مشاعر الجمهور الجزائري الذي شجعني وحفزني على مواصلة الدرب حتى آخر نفس وسبب الغياب هو أنني رفضت عدة أعمال عرضت عليا لأنني لم اقتنع بالسيناريو. اعتاد المشاهد رؤية محمد عجايمي في الأدوار المتسلطة والشخصية القوية وكأنه يرفض الشخوص الطيبة الودودة، لماذا هذه الأدوار بالذات ؟ يجب الإشارة إلى أنه من خلال الأدوار الشريرة أساعد الناس على اكتشاف الأشياء السلبية في المجتمع كما أن هذه الادوار تحي الضمائر الميتة، والممثل الكفء هو الذي يحيي كل ما هو ميت ويجسد أي شخصية تعرض عليه، وإلى جانب الأدوار الشريرة فقد جسدت كذلك دور الأب الحنون على أبنائه في مسلسل ''البذرة '' ومسلسل ''اللاعب'' وهي الشخصية الحقيقة لمحمد عجايمي، والممثل الكفء كما سبق وأن قلت يكون قادر على أداء كل الأدوار ويجسد كل الشخصيات التي تعرض عليه إلا إذا كانت نفسيته لا ترتاح للدور وهنا افتح قوس فالمخرج القدير أحمد راشدي الذي أكن له كل الاحترام وتمنيت أن أتعامل معه وزعني في دور القائد وعندما قرأت السيناريو اعتذرت على أدائي للدور لأن نفسيتي لم ترتاح لشخصية القائد الذي يخون إخوانه مع فرنسا وانسحبت بكل احترام. جسدت عدة أدوار في مسلسلات تاريخية واجتماعية فهل أنت من يختار الدور أم الدور هو الذي يختارك؟ في بعض الأحيان أنا من يختار الدور لكن أحيانا أخرى الدور هو الذي يختارني فمثلا في مسلسل ''اللاعب'' كلفت بدور السعيد الذي جسد شخصيته الأخ مصطفى وعندما قرأت السيناريو أعجبت بشخصية عمر وطلبت من المخرج أن أؤدي دور عمر حتى أخرج من الأدوار الشريرة التي أؤديها حتى لقبوني بوحش الشاشة، فتفهم المخرج الأمر وأعطاني الدور وكان مسؤولية كبيرة على عاتقي، ونجحت في أداء الدور كوني أدرس جيدا الشخصية حتى من الناحية السيكولوجية أتأثر بالدور قبل تجسيده فعلى الممثل أن يدرس الشخصية من كل الجوانب فهذا هو الممثل الحقيقي والممثل المتعلم هو الذي يبدع. حدثنا عن تجربتك في سلسلة جحا؟ تجربة ناجحة وأنا أحب العمل مع الفنانين الأكفاء والمتعلمين مثل حكيم دكار والمخرج عمار محسن اللذان وفقا في توزيع الأدوار، وأرفض تماما العمل مع الدخلاء على الميدان حتى لو أعطوني مال قارون لأن صورة الفنان أهم بكثير من المال .. المال ينفذ والصورة تبقى. أنت بصدد التحضير لمسلسل وفيلم سينمائي مع المخرج عمار تريباش حدثنا عنهما وهل من مشاريع أخرى في الأفق؟ نعم هذا صحيح فلقد عرض عمار تريباش المشروعين على وزارة الثقافة وننتظر الضوء الأخضر من التلفزيون الجزائري، كما ننتظر الموافقة المادية والمعنوية وربما هذه الأيام ننطلق في التصوير، ويتمثل المشروع الأول في فيلم سينمائي ذا بعد فلسفي يحمل اسم''التحطيم'' يتحدث عن المكتوب والقدر هذا كل ما أستطيع أن أقول على الفيلم، أما المسلسل فهو يعالج قضية اجتماعية وهي شابة جامعية تتورط في قضية لا يمكنني الإفصاح عنها تجد نفسها تائهة بين الجامعة والسجن ودوري في هذا المسلسل هو دور المحامي الإنساني، وربما عن قريب أدخل سلك القضاء لأطلع على بعض التفاصيل التي قد تساعدني في تجسدي الدور كما سبق وان قمت بذلك في مسلسل ''اللاعب'' فكنت أجهل تماما الطريقة التي ألعب بها لعبة الورق وتعلمتها حتى أوفق في أداء الدور وبالمناسبة أترحم على المخرج جمال فزاز الذي وجهني وساعدني في كثير من الأشياء.