أضحى قانون الفنان هاجس كل من احترف الفن بمختلف أشكاله في الجزائر إلا أنه بات مشكلة مستعصية الحل لدى هؤلاء الفنانين الذين طال انتظارهم في تحقيق حلمهم الضائع، والمحصور بين نقابة الفنانين التي تعلن في كل مناسبة أنها توصلت إلى وضع اللمسات الأخيرة لهذا القانون وبين تعنت الوزارة الوصية التي لم تفصل بعد في هذه المسألة. لمعرفة حيثيات القضية انتقلت ''الحوار'' إلى مقر هذه النقابة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين لاستطلاع آراء أعضائها حول تداعيات هذا القانون وعن سبب الهوة التي ما فتئت تتوسع بين الفنان وإدارته. مراد الباز: النقابة معترف بها رسميا وقانون الفنان وصل إلى 80 بالمائة من الإنجاز تأسف المطرب الشعبي مراد الباز ورئيس اللجنة الغنائية بنقابة الفنانين للاعتقاد الخاطئ والتصرف السلبي لبعض الفنانين الجزائريين تجاه عمل النقابة، موضحا أنه لم يتلق أي اتصال من أي فنان بغية اطلاعه على ما وصل إليه هذا القانون الذي اكد بشانه انه تم إنجاز 80 بالمائة منه. وفي سياق متصل كشف الباز عن لقاء مرتقب في الايام القليلة القادمة بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين يجمع اعضاء النقابة بالفنانين قصد اطلاعهم على مستجدات قانون الفنان، مبرزا حق ومشروعية هؤلاء الفنانين في اقتراح وتعديل ما يرونه مناسبا في بنود القانون، وقال الباز إن هيئتهم على اتصال دائم مع وزارة الثقافة للعمل سويا من اجل إنجاح هذا المشروع، وان المسؤولة الأولى عن القطاع فتحت باب الحوار وعينت بالمناسبة لجنة مشتركة تضم 22 عضوا نصفهم يمثلون الوزارة والنصف الآخر أعضاء في النقابة لمناقشة مواد هذا القانون والوصول بالتالي إلى نتائج ترضي جميع الأطراف، وسيتم عرض هذا القانون مع حلول صيف 2009 على الجهات المعنية للمصادقة عليه. عبد القادر حدوش: نقابة الفنانين في حراك مستمر من جهته أكد المسؤول الثاني في النقابة الشاعر عبد القادر حدوش أن المنظمة الفنية لم تتوقف عن عملها منذ نشأتها إلى غاية اليوم، ويظهر ذلك جليا من خلال اللقاءات والندوات والمؤتمرات التي تنظمها، بدءا بأول مؤتمر لها في 11 ديسمبر سنة 2006 الذي تم فيه تنصيب عمار العيدون أمينا عاما للنقابة قبل أن يستخلفه لخضر ولد ستي كأمين عام بالنيابة. وقال حدوش إن نقابة الفنانين الجزائريين تعكف على إعادة تنصيب المكاتب الولائية وعددها 43 مكتبا، وأن النقابة تبقي ابوابها مفتوحة لكل الفنانين الراغبين في الانضمام اليها والذين تتوفر فيهم شروط معينة حسب ما تمليه ادارة الهيئة سيما ما تعلق بالأعمال الفنية للفنان التي يشترط أن تكون في سوق الفن الجزائري، مع دفع مبلغ مالي يمثل حقوق الاشتراك والذي قدر حسب حدوش ب 150 دج. كما تسعى النقابة في إطار سلسلة النشاطات التي تقوم بها إلى عقد جمعية عامة تهتم بطرح القضايا التي تخص الفن والفنان الجزائري. على صعيد اخر اوضح حدوش ان هيئتهم تشتغل في اطار قانوني بالتنسيق مع عدة هيئات رسمية كوزارة الثقافة والتلفزة الوطنية الى جانب بعض الهيئات والمؤسسات الثقافية في مقدمتها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والديوان الوطني للثقافة والإعلام، وذلك من اجل تحقيق -يقول المتحدث- هدفها الرامي إلى الدفاع عن حقوق الفنان، داعيا في هذا الاطار الفنانين الجزائريين إلى عدم التشكيك في نزاهة النقابة بوصفها هيئة رسمية. ولمعرفة رأي الآخر الذي يمثل جوهر القضية ولب المشروع، اقتربت ''الحوار'' من بعض الفنانين لاستطلاع رايهم عن النقابة وعن القانون محمد عجايمي: نقابة الفنانين هي نقابة الانتهازيين رفض الوجه التلفزيوني محمد عجايمي الاعتراف بوجود نقابة الفنانين الجزائريين، واصفا إياها بنقابة الانتهازيين كونها تضم متطفلين على المهنة وهم في الحقيقة -حسبه- أشباه فنانين، وقال عجايمي في حديثه ل ''الحوار'' إنه لا يعترف بهذه الهيئة كونها لا تخدم شريحة الفنانين الحقيقيين والمبدعين الذين يقدرون ويحترمون الجمهور ويعملون على تلبية طلباته، مراعين في ذلك تقاليدنا الثقافية وعاداتنا الاجتماعية. الممثلة بهية راشدي: لم أسمع قط بهذا القانون وتذهب الفنانة القديرة بهية راشدي لتأكيد قول عجايمي عندما اوضحت أنها لم تسمع إطلاقا بهذا القانون المسمى بقانون الفنان وأنها لا تتوفر على أدنى معلومة حول هيئة تدعى بنقابة الفنانين الجزائريين. بوعلام بوقاسم: قانون الفنان في الجزائر يحتاج إلى عملية قيصرية لإخراجه من رحم المسؤولين من جانبه أكد المطرب القبائلي بوعلام بوقاسم أن الفنان في الجزائر يموت يوميا على نار هادئة واصفا مشروع قانون الفنان بشجرة ميتة لن تؤتي أكلها مهما بذلت من جهد في سقيها، أكثر من هذا فهو يصفها ايضا بالشبح الذي يراود الفنان حيثما حل، إن العبرة يقول بوعلام تؤخذ من تجربة من سبقونا إلى مثل هذه التنظيمات الفنية على غرار النقابات الفنية التي أنشئت في الكثير من الدول العربية كمصر وسوريا وغيرها من الدول. ويعود بوقاسم ليقول إن ''من نصبوا أنفسهم أوصياء على الفنان ويتكلمون باسمه وفي غيابه -في اشارة منه الى اعضاء النقابة - أقول لهم إن قانون الفنان في الجزائر تتقاذفه الرياح ذات اليمين وذات اليسار.. ''صراحة قانون الفنان في الجزائر يحتاج إلى عملية قيصرية لإخراجه من رحم المسؤولين. بلال جينيور: نقابة الفنانين الجزائريين تغرد خارج السرب أوضح مطرب الراي الشاب بلال جنيور أن نقابة الفنانين تغرد خارج السرب و''لأنها الممثل الوحيد لحقوق الفنان باتت تنشط في منأى عن أصحاب الحق عليها شخصيا''. يقول بلال جنيور ''سجلت حضوري في عدة ندوات نظمتها تلك النقابة لكن في الآونة الأخيرة عمد أعضاؤها الفاعلون إلى تنظيم ندوات هنا وهناك على حد زعمهم دون إخطار الفنانين وفي معزل عنهم، فمن أين لنا معرفة مواعيد هؤلاء وأين تقام تلك الجلسات، لذلك أدعو النخبة الفنية إلى ضرورة هيكلة نفسها في إطار منظم حتى يتسنى لهم معرفة ما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق''.