مرت جريمة حرق ''مسجد الأنبياء'' التي ارتكبها المستوطنون الإسرائيليون في قرية بيت فجار القريبة من بيت لحم كحدث عادي لم يعره الإعلام العربي والإسلامي أي انتباه، وورد الخبر إن ذكر في بعض الجرائد في بضعة سطور فقط .. وتعد الجريمة الصهيونية الجديدة الرابعة من نوعها في غضون أشهر قليلة، وجاءت لتعبر بامتياز على السياسة والنهج الذي بات يتبعه المستوطنون سعيا منهم لتهجير ما تبقى من الشعب الفلسطيني تمهيدا لتهويد الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وجاءت لتؤكد أيضا أنه ليس ثمة أمل في إمكانية تحقيق السلام مع دولة المستوطنين وكيانهم، فهم يعتبرون أن أمنهم يتحقق بقتل الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه وتهويد مساجده ومقدساته. ليس من الغريب أبدا حرق مسجد الأنبياء لأن الفاعل هو الكيان الصهيوني الذي حمل الموت على طائرات الحقد الإسرائيلية التي حصدت أرواح المئات في غزة دون الخوف من أي رادع أو رد فعل دولي، فلا فرق بين إنسان بريء أو مسكن أو جامع المهم بالنسبة لقادة العدو أن يعم الخراب والدمار والموت كل ركن في فلسطين كي يخمد كل نبض مقاوم في فلسطين يقول لا للاستسلام ولا لسياسة التمييز العنصري ونعم للسلام ولكن ليس كما تشتهيه إسرائيل وتسعى لتعميمه. إن جريمة حرق مسجد الأنبياء ليست الأولى في تاريخ الإجرام الصهيوني وما هي إلا حلقة من مسلسل إبادة ما انقطعت حلقاته منذ أن وطئت أقدام الغزاة الصهاينة أرض فلسطين، وهناك في السجل الصهيوني جرائم لا حصر لها ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية فتصوروا بعد كل ذلك.. لو أن فلسطينيا أو عربيا أقدم على حرق كنيس، أو أقدم على حرق خزنة لفائف التوراة في الكنس، فكيف كانت دولة الاحتلال ستتصرف، وكيف سيكون رد فعل أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة؟. ربما كانت ستقوم الدنيا ولا تقعد أبدا، ولكن وحيث أن الذين يقومون بالاعتداءات والحرق والتخريب هم المستوطنون الصهاينة وجنود الاحتلال، وحيث أن المساجد والمقدسات العربية الإسلامية هي التي تتعرض للحرق والتخريب والاغتيال، فلا بأس ببيان إدانة كأقصى تعبير..