نددت الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإحراق مستوطنين يهود، فجر أول أمس، مسجد ''الأنبياء'' في قرية بيت فجار جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، وهو المسجد الثامن عشر الذي يحرقه المستوطنون، الأمر الذي رأى فيه مختصون ومسؤولون فلسطينيون مؤشرا على وجود تنظيم للمستوطنين يستهدف المساجد· وأكدت الرئاسة في بيان صحفي أن ''الإعتداء على المساجد يندرج في إطار انتهاك حرية العبادة وحرمة المقدسات''· كما استنكرت حماس حرق المسجد، ووصفته بأنه اعتداء آثم على المقدسات الإسلامية· وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل أن هذا الإعتداء جاء بضوء أخضر من حكومة الاحتلال بهدف تكريس حقيقة أنه لا وجود للفلسطينيين على هذه الأرض، ودعا المفاوض الفلسطيني وفريقه إلى وقف نهج المفاوضات التي اعتبر أنها تشكل غطاء للإعتداء على المقدسات الإسلامية· واستنكر البردويل حالة الصمت العربي المطبق إزاء ما تتعرض له المقدسات الإسلامية، مطالبا إياهم بحماية وإنقاذ المقدسات من براثن الاحتلال· كما نددت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية بإقدام المستوطنين على حرق مسجد الأنبياء، محذرة من زعزعة الأوضاع في العالم الإسلامي كله، وليس في الأراضي الفلسطينية فحسب· واعتبر وكيل الوزارة، زياد الرجوب، أن إحراق المسجد ''أمر خطير ويقود المنطقة للتوتر، ويعني أن قطعان المستوطنين معنيون بتوتير الأجواء وضرب كل السياسات الداعية للسلام والاستقرار في المنطقة''· من جهته، قال رئيس نيابة بيت لحم علاء التميمي أن النيابة الفلسطينية فتحت تحقيقا شاملا في حرق المسجد الذي اعتبره ''انتهاكا لحرية العبادة وحرمة المقدسات''· وأكد التميمي وجود كتابات باللغة العبرية على جدران المسجد تدل على أن المستوطنين هم الجناة· وذكرت مصادر فلسطينية أن المستوطنين إقتحموا مسجد الأنبياء، فجر أول أمس، وأحرقوا قسما من السجاد وعددا من المصاحف فيه وكتبوا عبارات وشعارات تحرض على قتل الفلسطينيين وتسيء لمشاعرهم الدينية· وأكد مدير بلدية بيت فجار علي ثوابتة أن ستة مستوطنين جاؤوا في سيارة الساعة الثانية والنصف ''فجرا وداهموا المسجد وقاموا بحرقه''· وأضاف في اتصال مع رويترز ''عندما رأى الناس النار في المسجد هرعوا إليه لإطفائها· وكانت النيران قد أتت على السجاد إضافة إلى 15 مصحفا''· وقال ''هذه أول مرة يهاجم المستوطنون مسجد القرية، هناك مستوطنة بالقرب منا إسمها مجدل عوس''· ونقلت وكالة ''معا'' الإخبارية الفلسطينية عن أحد سكان البلدة، ويدعى محمد طقاطقة ويقع بيته بالقرب من المسجد، قوله أنه شاهد سيارة بيضاء اللون تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية تغادر البلدة بعد إضرام النار في المسجد واتجهت نحو مستوطنة كفار عتصيون· وأضاف طقاطقة أن الأهالي سارعوا إلى إخماد النيران بالوسائل المتاحة لديهم، حتى وصلت إلى المكان سيارة إطفاء تابعة للدفاع المدني، كما حضرت قوة من الشرطة الفلسطينية إلى المكان· ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة إلى المسجد المستهدف، وأقامت الحواجز على مدخل بلدة بيت فجار، وقيدت دخول حملة هويات المناطق الأخرى لها، واستدعت شهود عيان لأخذ إفادتهم في القضية· كما أوقفت قوات الاحتلال اثنين من شهود العيان الذين أكدوا أن عددا من المستوطنين المسلحين والمقنعين داهموا المسجد قرابة الساعة الثانية فجرا، وأشعلوا النار فيه، وفق أحد سكان المنطقة حضر لإطفاء الحريق· ووصل إلى بلدة بيت فجار في وقت لاحق عدد من المسؤولين الفلسطينيين، وقالت الشرطة الإسرائيلية أنها بدأت تحقيقا في الحادث·