طالب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أول أمس من مدينة سرت الليبية بضرورة التعجيل بإصلاح منظومة العمل العربي المشترك من حيث أن هذا الإصلاح سيمكن البلدان العربية من التعامل مع محيطها الخارجي والتأثير فيه بما يوافق مصالحها وتطلعاتها. وأبدى بوتفليقة -- في كلمة له خلال جلسة مغلقة في القمة العربية الاستثنائية -- يقينه من أن الإصلاح المؤسساتي ''الذي نحن بصدد مناقشته كفيل بفتح الطريق في مرحلة قادمة أمام بلورة وإرساء سياسة عربية للجوار تتمتع بالإمكانيات البشرية والوسائل المادية الضرورية لبلوغ أهدافها على أحسن وجه''. ودعا بوتفليقة إلى ضرورة الخروج بإصلاحات ''تبنى صيغتها على التقويم الموضوعي لمحصلة العمل العربي المشترك بمزاياه ونقائصه وثغراته''، مؤكدادعم الجزائر لكافة المقترحات الجديدة لتفعيل منظومة العمل العربي المشترك، حيث بين أن نجاعة وفعالية هذا العمل ''تقاس بمستوى عقلانية القرارات والسياسات المرسومة ونجاعة الأساليب المسخرة لتطبيقها''. وطالب رئيس الجمهورية الدول الأعضاء بالتحلي ''بروح البراغماتية والواقعية في صياغة تخصصات المجالس الوزارية والمفوضيات المقترحة وفقا لأولويات العمل العربي المشترك وتوجهاته الإستراتيجية الكبرى''، حيث اقترح تأسيس ''آلية الترويكا'' على مستوى الرئاسة السنوية للجامعة ''تعمل على مساعدة ومساندة رئاسة القمة في أداء مهامها على كل المستويات'' ضمانا ''للتواصل بين الرئاسات المتعاقبة وحفاظا على ذاكرة العمل المشترك وقراراته''. ونوه بوتفليقة بمحتوى مذكرة الأمين العام للجامعة المتعلقة ب''سياسة عربية للجوار''، مشيرا إلى أنها ''عكست رؤية ثاقبة وبعدا في النظر حيال بلورة دور عربي فعال ومؤثر لا سيما في تعاطيه مع دول الجوار التي كثيرا ما تجمعنا بها تحديات واهتمامات مشتركة''. ويرى بوتفليقة أن السياسة العربية للجوار تتأسس على حد أدنى من الثوابت والأهداف العربية المشتركة ''التي لا جدال فيها ولا تنازل عنها''، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي طالب بشأنها بوجوب إيجاد حل عادل ونهائي لها مع استرجاع كل الأراضي العربية المحتلة وتحقيق الأمن القطري والجماعي للدول والشعوب العربية. وبخصوص آليات التنفيذ اعتبر رئيس الجمهورية إلى ''أننا لسنا بحاجة إلى هيكل مؤسساتي جديد مستقل بذاته''، مضيفا بأن سياسة الجوار ''يجب أن تذوب في صلب سياسات الجامعة حيث تتبناها كافة أجهزتها من أمانة ومجالس ومفوضيات''، كما ألح على ضرورة أن يحظى مسار الإصلاح المؤسساتي للجامعة ''بالمتابعة الحثيثة والمستمرة'' من أجل توفير ''المناخ الأنسب لإعداد أسس سياسة عربية موحدة للجوار تخدم مصالح أمتنا وتحقق أهدافنا المرسومة''. وأجرى بوتفليقة بسرت محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد والتونسي زين العابدين بن علي والموريتاني محمد ولد عبد العزيز والعراقي جلال طلباني والسوداني عمر حسن البشير والصومالي الشيخ شريف أحمد وأمير قطر الشيخ خليفة بن حامد آل ثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وشارك بوتفليقة أمس بسرت في أشغال القمة العربية-الإفريقية الثانية، والتي ترمي إلى بناء شراكة حقيقية في المجال الاقتصادي والاستثمار والتعاون وفق رؤية جديدة. وكانت اللجنة التحضيرية لهذه القمة قد درست الإجراءات التنظيمية المتخذة لإنجاح هذا الموعد العربي-الإفريقي وناقشت مشروع إستراتيجية الشراكة العربية الإفريقية وخطة العمل العربي الإفريقي المشترك 2011-.2016