ساعات قليلة قبل ان يحل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ضيفا على لبنان، حكومة وشعبا، في زيارة مثيرة للجدل هي الأولى لرئيس إيراني إلى لبنان منذ زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي في ماي ,2003 ترأس الرئيس اللبناني ميشال سليمان سلسلة اجتماعات مع عدد من معاونيه لوضع اللمسات والترتيبات الاخيرة على برنامج الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام. وتحولت الضاحية الجنوبية لبيروت إلى ما يشبه ''خلية طوارئ'' تعمل على قدم وساق لمواكبة الزيارة من مطار رفيق الحريري الدولي. واشارت تقارير الى ان حزب الله أحاط الأهالي علماً بموعد التأهب لاستقبال نجاد منذ السابعة والنصف من صباح اليوم الأربعاء، والتوجه إلى طريق المطار، حيث أقيمت مدرجات في محطات عدة. فقد ملأت صور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد شوارع بيروت، وبالتحديد طريق المطار، وطريق القصر الجمهوري، وطول الطريق الساحلي من العاصمة إلى الجنوب. وعمل المنظمون على اعتماد صورة موحدة يظهر فيها الرئيس نجاد ملقيا التحية وفي الخلفية شعار إيران والأرزة اللبنانية، بينما تتصدر الصورة عبارة ''خوش آمديد'' وترجمتها للعربية. وعشية الزيارة، زار وفد من رجال الأعمال الإيرانيين برئاسة نائب وزير التجارة رئيس منظمة التنمية التجارية بابك أفقهي يرافقه السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي، وزير الدولة رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية عدنان القصار في مقر الاتحاد في بيروت، وعُقد لقاء جمع قيادات الهيئات الاقتصادية اللبنانية ومن الغرف العربية. وأكد القصار أهمية زيارة نجاد التي ''ستضع حجر الأساس لانطلاقة جديدة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين إيران والبلاد العربية''. واعتبر أن القطاع الخاص العربي ''مهتم بالانفتاح على رجال الأعمال الإيرانيين». وأشار إلى التحضيرات لتوقيع اتفاق تعاون مع الغرف الإيرانية «خلال زيارة قريبة لوفد من الاتحاد إلى إيران''. وعند الحدود الجنوبية، عزز جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته وكثف من تحركات آلياته العسكرية بالتزامن مع إعداد شخصيات سياسية وبرلمانية إسرائيلية مظاهرة احتجاج لعزم الرئيس الإيراني زيارة بلدات الجنوب المحاذية للحدود مع إسرائيل. ويطلق هؤلاء صباح الأربعاء، موعد وصول الرئيس نجاد إلى لبنان، أكثر من ألفي بالون بألوان العلم الإسرائيلي تعبيرا عن احتجاجهم. وقد طالبت بعض الشخصيات باعتقال أحمدي نجاد لتصريحاته ضد إسرائيل الداعية إلى إبادتها. من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا منذ يومين لرعاياها لتجنب السفر إلى لبنان، معللة السبب بأنه ''بينما يتمتع لبنان بفترات من الهدوء النسبي، فإن احتمال بروز أعمال عنف بشكل فوري أو فجائي مسألة جدية، وأن السلطات اللبنانية غير قادرة على ضمان الحماية للمواطنين أو للزائرين''. من جهة أخرى أقر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بوجود خلافات بين الدول العربية حول الموضوعات التي طرحت على القمة العربية الاستثنائية التي عقدت بمدينة سرت الليبية، فيما حذر عقب لقائه برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من سقوط لبنان في دوامة. ونقلت صحيفة ''العرب'' القطرية عن موسى قوله: ''انه استمع من الحريري، الذي التقى في وقت سابق مع الرئيس المصري حسني مبارك، لحقيقة الموقف في لبنان''، مضيفا ''نحن جميعا قلقون على لبنان وتطورات الموقف هناك. الجامعة العربية تتابع هذا باهتمام بالغ وسنظل نتابع هذا''. واعرب الامين العام عن امله في الا يدخل مرة اخرى في دوامة مما يحدث توترا ويضيف توترا الى توتر. وقال: ''املنا كبير في اتصالاتنا التي تتم وسوف تتم، نحن نبعد الأخطار المحدقة بلبنان قدر الامكان''.