دعا، أول أمس، المشاركون في الندوة العلمية التي تمحورت حول''تعريب التعليم والتنمية البشرية'' التي ينظمها المجلس الأعلى للغة العربية بالتنسيق مع المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر بدمشق بجنان الميثاق، إلى حماية اللغة العربية من خلال إدراجها في جميع القطاعات والتركيز في ذلك على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي. ركز الدكتور ميلود حبيبي، خلال محاضرته التي ألقاها خلال اليوم الأول من أشغال ندوة الجزائر التي حملت شعار ''تعريب التعليم والتنمية البشرية''، على تجارب الأمم الناجحة في ترقية لغاتها في التنمية والعمل بها من خلال رصد الجهود الحقيقية المبذولة للنهوض باللغة العربية لتحقيق التنمية في الوطن العربي وتطويرها. وأكد الدكتور ميلودي أن الطريق الأنجع للخروج من التخلف ومضاعفاته يبدأ بالوعي بنشر المعرفة وتوليدها باللغة العربية الجامعة، وأضاف ميلود حبيبي أن تضافر الجهود وتوفر سيادة الإرادة إلى جانب التعاون والتنسيق بين المجامع العربية من شأنه أن يحقق التنمية البشرية في الوطن العربي. ومن جهته أوضح الدكتور دفع الله عبد الله الترابي من السودان في محاضرة حملت عنوان ''توطين العلم والمعرفة باللغة العربية'' أن وضع إستراتيجية عربية موحدة في الترجمة وتوحيد المصطلحات من شأنه زيادة الكم المعرفي في اللغة العربية عن طريق الاقتباس من العلوم الأخرى ولا سيما في مجال العلوم الحديثة في جميع تخصصاتها. وأضاف أن الوصول إلى هذه الغاية لا يأتى إلا عن طريق الترجمة، أي نقل ما كان نافعا في المصادر المعرفية لدى الغير إلى اللغة العربية وكذا مشاركة أهل اللغة العربية في إنتاج المعرفة العلمية بالمثابرة والتحصيل والبحث العلمي. وأبرز الدكتور نشأت الحمارنة من الأردن في مداخلة له تحت عنوان ''المصطلح التراثي في العلم الحديث'' أن الترجمة العملية جاءت نتيجة للوعي الطبي المعرفي الذي كان موجودا في الدول العربية في العصر العباسي الأول وكذا في العصر الأموي، مشيرا إلى أن معظم المصطلحات الطبية العربية كانت موجودة قبل عصر الترجمة، وأضاف أن الأمم التي تدرك أهمية الترجمة هي الأمم الواعية التي تعرف شروط بناء دولة قوية وراقية، كما أكد الدكتور حمارنة من خلال محاضرته أن اللغة العربية كانت اللغة الرابعة أو الخامسة المستعملة في ترجمة كتب الطب والمصطلحات العلمية، وفي هذا السياق دعا المحاضر القائمين على قطاع التعليم العالي إلى أهمية ترجمة المصطلحات العلمية وبعض التخصصات لاسيما الطب والتكنولوجيا، مشيرا إلى أن الطلبة يتلقون تعليمهم باللغة الأم -أي العربية- في الأطوار التعليمية الأولى وبعدها يجبرون على متابعة دراساتهم العليا بلغة أجنبية، ما يؤدي إلى صعوبة الفهم والتعامل مع هذه التخصصات.