ألقى، أول أمس، بالجمعية الجاحظية، الأستاذ بوزيد عمور محاضرة حول ''التراث الموسيقي في الجزائر''، طالب فيها الجهات المعنية بالإسراع في جمعه وتسجيله قبل فوات الأوان، وراح يشرح في معرض حديثه معنى التراث الموسيقى قائلا: ''هي الآلات الموسيقية والرقصات الشعبية التي تصاحب الغناء وكل الطبوع الموسيقية التي تزخر بها الجزائر''، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الجزائر من أغنى دول العالم في الموسيقى لما تزخر به من الآلات موسيقية متنوعة. وأوضح عنور أن تنوع الإيقاعات مثل ''امزان اوالريتم'' منتشر بشكل مدهش في الجزائر إلا أننا لا نكترث له. وبخصوص المحافظة على التراث ذكر الباحث أنه على الرغم من القانون رقم 98/40 الذي أصدرته الدولة الجزائرية القاضي بحماية التراث وكذا مصادقة الجزائر على اتفاقية اليونسكو سنة 2003 الخاصة بحماية وتثمين التراث، إلا أن التراث الموسيقي الجزائري الذي تعود جذوره إلى خمسة آلاف سنة بقي مهمشا ومعرضا للزوال، ومن أجل تثمين هذا التراث اقترح الباحث ضرورة الإسراع في استحداث الأرشيف الوطني لحفظ أسماء الآلات الموسيقية الجزائرية وتدريسها في المعاهد الموسيقية والاهتمام بالكلمات والمعاني الموسيقية في الأبحاث الجامعية، مشيرا إلى انه لا يقصد الأدب الشعبي أو الشعر الشعبي لكن كلمات الأغنية التراثية بعينها لأنها، كما قال، تحمل في طياتها فلسفة وحكما شعبية. كما دعا المختصين في المجال الموسيقي إلى جمع كل التراث الجزائري دون استثناء و غربلته وتقييمه وتقويمه، موضحا أن هذا التراث يمثل كنوزا معرفيا منتشرة في كل ربوع الوطن. وضرب مثلا عن فرقة اهليل بتيميمون التي نعرف عنها القليل ونجهل عنها الكثير وكذا الحال لغناء ''الهول'' باللهجة الامازيغية الحسنية المنتشرة بمنطقة تندوف والتي يجهلها الكثير منا ونفس الامر ينطبق على عدة انواع موسيقية اخرى. وضرب المحاضر عدة امثلة عن الطبوع الموسيقية غير المسجلة في كثير من مناطق الجزائر على غرار منطقة الأوراس المعروفة باغاني ''الرحابة'' القديمة وبعض المواويل مثل ما تغنى به الفنان عيسى الجرموني.