قدم الكاتب الجزائري، عبد الحميد بورايو، أول أمس، في محاضرته، قصيدتي ''حيزية'' لمحمد بن قيطون و''غرود غالية'' لشاعر مجهول، وكلاهما نابع من المواد الفلكلورية القديمة ومن التراث الشعبي الجزائري، والتي تم نقلها عبر الأجيال عن طريق الغناء والموسيقى· وقد أظهر بورايو في تدخله العلاقة الموجودة بين الأداء الغنائي بالشعر الشعبي الجزائري، ودور الشعر في الحفاظ على الطبوع الموسيقية· تتواصل، اليوم، بقاعة الموقار، فعاليات الملتقى الدولي حول الأنثروبولوجيا والموسيقى، الذي انطلقت فعالياته أول أمس تحت شعار ''الشعر والمحافظة على التراث الموسيقي''، ونظمه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ· تطرق المحاضرون المشاركون في الملتقى الدولي حول الأنثروبولوجيا والموسيقى، والذين قدموا من مختلف بلدان العالم، إلى مواضيع منوعة تخص الشعر والمحافظة على التراث الموسيقي· تطرق الأستاذ صقلي مراد من المعهد العالي للموسيقى بتونس إلى التحول من القالب الشعري إلى القالب الموسيقي، حيث بيّن تطور العلاقة بين النص الشعري وكسائه الموسيقي، لتتأرجح الهيمنة بينهما بتأرجح تموقع الملحن فنيا واجتماعيا وفكريا وجماليا، مستدلا بذلك بأمثلة مستمدة من المدونة الموسقية العربية، لإظهار العلاقة بين الشعر والموسيقى وتأثيرها على تواصل الموروث الموسيقي وتجدده· أما الباحث والمؤلف الموسيقي السوداني، عباس سليمان حامد السباعي، فقد تطرق في مداخلته إلى موضوع شعر الدوباي ودوره وأثره على التراث الموسيقي في السودان، وقد تطرق في حديثه إلى العوامل الاجتماعية ومقومات الفكر السوداني التي ساهمت في تكوين هذا النوع من الشعر الذي ارتبط بالغناء الشعبي والغناء الديني والدنيوي الذي مر بمرحلة الشعر الدارج ثم الدارج المطعم بالكلمات العربية ثم الشعر العربي الفصيح· من جهته، قدم الأستاذ حمام عبد الحميد من جامعة عمان بالأردن، محاضرة حول دور الشعر في الحفاظ على أوزان الغناء قبل الإسلام، وأبرز من خلال تدخله دور الشعر العربي في الحفاظ على أوزان الغناء قبل الإسلام بإعطائه دلالاته وملامحه الانفعالية، مبرزا بعضا من الغناء المتوارث ونسبه· وسيتطرق المشاركون في هذا الملتقى، الذي ستختتم فعالياته اليوم، إلى مواضيع أخرى على غرار صورة المرأة في أغاني الأفراح مثل الختان والزواج، ''تاريه'' بين مغامرة التوثيق وحناجر نساء الأزجر، وخاصيات التكامل بين التراكيب الشعرية واللحنية في التراث الموسيقي العربي (النوبة المغاربية نموذجا)، ''دانيان'' طبع موسيقى بين التغير والاندثار، تصنيف النص الشعري المغني، نصوص وألحان الغناء الفلسطيني بين ثقافة المقاومة وشبح الخوف، الشعر الصوفي بنية مخيلة ومواصفات ذاتية، ترابط الموسيقى والشعر في التراث، دور الشعر في المحافظة على موسيقى الفردة، أنثولوجيا أغاني الاشتياق (أشويق) المنشودة في المزارات وفي أوقات الأزمات، وكذا العلاقة التاريخية للموسيقى والشعر العربي وتفاعلها في منطقة المغربي العربي وغيرها من المحاضرات التي تكون مرفقة بحفلات فنية من التراث الموسيقي خلال سهرات أيام تنظيم الملتقى، لتختتم فعاليات هذا الملتقى بزيارة إلى حي القصبة العتيق المصنف ضمن التراث العالمي· للإشارة، فإن المشاركين في هذا الملتقى قدموا من مختلف بلدان العالم مثل إسبانيا، فرنسا، فلندا، ألمانيا، لبنان، الأردن، تونس، سوريا، السودان وفلسطين·