شهدت أسعار معظم المواد الاولية في اقفال الاسبوع الماضي بارتفاع الى مستويات جديدة، مدعمة بعدة عوامل خاصة عودة ارتفاع اسعار النفط وتراجع وضعية الاقتصاد العالمي وكذا الضغوطات الجيوسياسية. وتخطت أسعار الذهب المعروض في الأسواق الدولية أمس سقف 804 دولار للأوقية (تساوي أكثر من 31 غرام) بزيادة قدرها 4 دولارات عن الأسبوع الفارط، أي ما يوازي 1800 دينار/ غرام باحتساب قيمة صرف الدولار ب 70 دينار. وهو بذلك أعلى ارتفاع للذهب الأصفر منذ عام 1980 نتيجة استمرار ضعف الدولار وتراجع سعر برميل النفط، والتوترالجيو سياسي في منطقة الشرق الأوسط والصراح في منطقة القوقاز القائم بين بين روسيا وجورجيا ، فضلا عن الزخم الذي تشهده أسواق السلع وكذا الاهتمام الذي يليه المستثمرون لهذه المواد. رمضان،الدخول المدرسي وعيد الفطر يقضي على سوق الذهب تراجع سعر الغرام الواحد من الذهب المحلي بمختلف محلات بيع المجوهرات الى 2600 و2800 دينار مقابل 2500 دينار لدى الوكالة الوطنية للمعادن الثمينة ''أجينور'' رغم استمرار ارتفاعه في البورصات العالمية، نظرا لعزوف العديد من العائلات عن اقتناء المصوغات في هذه الفترة بذات التي ترافقها حلول عدة مناسبات الاجتماعية التي توالى قدومها شهر رمضان المعظم والدخول المدرسي وعيد الفطر، وهي الثلاثية التي اثقلت كاهل الأسر في وقت واحد. وسمحت لنا الجولة الاستطلاعية بأكبر شوارع العاصمة من ديدوش مراد الى البريد المركزي التي تضم أكبر عدد من بيع المجوهرات بالوقوف على الأسعار الجديدة للذهب، حيث لم يتعدى سعر الغرام الواحد لهذه المادة النفيسة لدى أغلب البائعين عن 2800 دينار. أما الذهب المستورد لاسيما من ايطاليا والمملكة العربية السعودية فتقدر قيمته ابتداءا من 2900 الى غاية 4200 دينار/ الغرام، بسبب جودته ونقاوته العالية من الشواب ناهيك عن الدقة في الانجاز والابداع لمنحه شكل جمالي جذاب. إلا أن هذه الأسعار العالية والخيالية أحيانا تؤدي لنفور العديد من الأسر وامتناعها عن اقتناء المصوغات، فيما لجأ بائعو المجوهرات والحرفيين إلى غلق محلاتهم خوفا من الإفلاس، بعد أن أضحى المستوردون يفرضون أسعارهم على المواد الأولية التي يتم جلبها بطرق متعبة وملتوية لتجنب اخضاعها للرسوم الجمركية. أما بورصة ساحة الشهداء التي كسرت حواجز الاسعار بعيدا عن أعين رقابة أعوان وزارة التجارة ومفتشي مديرية الضرائب، فقد قدر السعر الادنى للذهب بهذا السوق الموازي او غير الشرعي ب 1800 دون أن يتجاوز الحدى الأقصى ل 2200 دينار/ غرام. فيما تتولى العديد من بائعات المجوهرات أو ''الدلالات'' اللواتي ينافسن المحلات عرض مصوغاتها على شكل قطع دون الحديث عن الوزن، والمفاوضة مع الزبون على قيمة القيراط وصفاء المعدن، حيث يصل سعر خاتم اليد ذو شكل بسيط من الذهب الخالص الى حوالي 3500 دينار، وقد سجلنا اقبالا متباينا من قبل الفتيات والشبان طيلة تواجدنا بعين المكان، وهو الوضع الذي ساعد على انتعاش السوق نسبيا. ورد بعض المختصين التراجع الملحوظ لأسعار الذهب إلى التعليمة الوزارية الأخيرة التي قضت بخفض تسعيرة الدمغة بنسبة 50 بالمائة، حيث نزل سعرها من 80 إلى 40 دينارا هذا على الصعيد الوطني أما على المستوى العالمي فيؤكد السيد بوخاري أن الذهب يخضع إلى مجريات البورصة العالمية، حيث تنخفض أسعاره هذا إلى جانب دخول أكبر مصنعي هذه المادة والمتواجدين على سبيل المثال بإيطاليا في عطلة وبالتالي فإنه يرتقب أن يقفز سعر الذهب إلى مستويات عالية في الشهر المقبل. أجينور تنعش نشاط استرجاع المعادن النفيسة في جولتنا صادفنا اقبالا متواضعا للمواطنين لفرع أجينور بشارع العربي بن مهيدي بقلب العاصمة قصد الاستفسار عن نشاط استرجاع الذهب لاستعماله في عملية إلصاق المجوهرات أو الأغراض الأخرى الذي شرعت فيها الوكالة الوطنية للمعادن النفيسة منذ مدة، وحقق على مايبدو نجاحا متزايدا لدى العائلات التي كانت من قبل تتوجه لمحلات الجواهر والسوق الموازية لبيع مجوهراتها. وحسب أحد المسؤولين فإن العملية تتمثل في استرجاع المجوهرات أو الاشياء المصنوعة من المواد النفيسة من الذهب والفضة التي تودعها العائلات والخواص والمؤسسات مقابل مبلغ مالي، يقدر حاليا ب1400 دينار للغرام الواحد من الذهب من نوع 18 قيراطا مقابل 1300 دينار في محلات الجواهر وفي سوق الذهب الموازية بساحة الشهداء أو واد كنيس برويسو أوشارع باتريس لومومبا -لا لير سابقا. وفسر محدثنا سر هذا النجاح والتوافد الكبير بقيمة الاسعار المطبقة والتي تختلف عن تلك المقدمة من طرف محلات الصياغة أو الدلالات على حد قوله، رغم التتغيرات التي تشهدها أسعار بالاسواق العالمية في الآونة الأخيرة. بالاضافة إلى السرية التي تضمنها المؤسسة للعائلات مقارنة بالاماكن الاخرى التي تتم فيها عادة مثل هذه التجارة مما جعله عاملا آخر ساهم في انجاح هذه العملية. ويضيف نفس المسؤول أن بعض الزبائن الذين هم في حاجة ماسة إلى المال لاسيما في هذه الايام التي تتميز بزيادة معدل الانفاق في شهر الصيام الذي صاحبه الدخول المدرسي، صرحوا انهم لا يستطيعون التوجه الى اسواق الذهب الموازية حيث تتم عملية البيع في الشارع امام الملء ويفتح المجال للتعرض للنهب والغش والسرقة في نفس الوقت. ويشير نفس المسؤول إلى أن المعاينة والوزن وتحديد القيمة ودفع مبلغ المجوهرات والاشياء المصنوعة من المعادن النفيسة تتم في عين المكان من طرف تقنيي أجينور بحضور الشخص المعني بالامر. وبخصوص وجهة المسترجعات فإنها تعرض أولا لعملية تصفية على مستوى المخبر قبل بيعها على حالها الطبيعي سواء لأغراض صناعية أو تحويلها الى معادن من فئة 18 أو 24 قيراط بالنسبة للذهب وتسويقها لباعة المجوهرات أوالحرفيين