تميز الأسبوع الأول من العام الجديد بالارتفاع النسبي لأسعار المواد الأولية في الأسواق الدولية، بما فيها البترول الذي يدعمه إقبال عام للمستثمرين في هذه المواد والتوتر الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وازدياد العنف بالعراق المحتلة، وكذا اتساع نطاق الخلاف الغازي بأوروبا الشرقية بين روسيا وأوكرانيا. وذكرت وكالات الأنباء أن أسعار النفط ''لايت سويت كرود'' سجلت مستويات جديدة في سوق نيويورك بلغت سقف 34ر46 دولار بزيادة قدرها 10 دولارات عن اختتام الأسبوع الفارط مع الاحتفال بأعياد نهاية السنة، حيث تضاعفت المخاوف لدى المستثمرين من التهاب الوضع في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي قد يساهم في تذبذب التموين من البترول خاصة من إيران، بالموازاة مع دخول قرار خفض إنتاج الأوبك في الفاتح جانفي ب 2ر2 مليون برميل في اليوم. وشهدت المعادن الثمينة لاسيما الذهب والفضة نموا قليلا قدر بأكثر من 35 دولارا لأوقية المعدن الأصفر بسوق لندن، والتي ارتفعت إلى ما يزيد عن 835 دولار نتيجة تراجع قيمة الدولار أمام العملة الأوروبية. فيما تراجع سعر البلاتين والبلاديوم على التوالي 40 بالمئة و50 بالمئة خلال سنة ,2008 بسبب أزمة قطاع صناعة السيارات والتراجع الاقتصادي في البلدان الصناعية. وعرفت المعادن الأساسية من جهة أخرى انهيار أسعارها خلال السنة المنقضية نتيجة تفاقم الأزمة الاقتصادية وتراجع النشاط الصناعي بالبلدان الكبرى لأول مرة منذ 70 سنة، بالإضافة إلى المضاربة في سوق المواد الأولية وكذا انهيار قطاع السكن الذي يستهلك كميات معتبرة من المعادن. وبالنسبة للمواد الأولية الفلاحية فقد يتخوف المستثمرون من العرض بسبب الطقس الجاف الذي تعرفه أمريكا الجنوبية والمناطق المنتجة الكبيرة في فترة الزرع، حيث قدر سعر القمح ب 11ر6 دولار للصاع أي بزيادة قدرها 2 بالمائة خلال الأسبوع. وارتفع سعر السكر الخام لتسليمات شهر مارس في سوق نيويورك إلى 88ر11 سنتا نظرا لتزايد استعمال الايثانول كوقود بديل عقب ارتفاع سعر البترول، في حين فقد سعر البن في غضون أسبوعين أكثر من 360 دولار للطن، إذ يتطور سعر البن في مجال ضيق بسبب تراجع نسبة الطلب الناجم عن الركود الاقتصادي العالمي.