كشفت وثائق سرية نشرها موقع ''ويكيليكس'' تورط رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي والحرس الثور الإيراني في عمليات قتل وتعذيب ممنهجة ضد السنة، كما أشارت إلى تستر قوات الاحتلال الأمريكي عن تلك الجرائم. وأشارت إلى أن قوة عسكرية تابعة للمالكي شنت عملية اعتقال ضد خصومه السياسيين، ولفتت إلى أن حكومة المالكي تميزت بالطابع الطائفي، وكانت تهدف إلى تصفية خصومه السياسيين التابعين للحلف السني. كما قام المالكي في عام 2009 بالقبض على خمسة من القيادات السنية التي رأى فيها تهديدا لنفوذه. وأثبتت الوثائق تورط المالكي في قتل عدد من خصومه السياسيين البارزين وعلى رأسهم محافظ نينوي بسبب مشاكله مع الأكراد، حيث تلقى المحافظ تحذيرا بعدم السماح له بتخطي نقطة تفتيش بعينها وإلا سيقابل بإطلاق النار عليه. وأصدر المالكي تعليمات لرجال الشرطة ''في محاولة لاستعراض القوة'' بعدم مساندة المحافظ في معركته مع الأكراد، وتركه وحيدا لتصفيته خاصة وأنه كان سنيا. كما أفادت الوثائق أن إيران كان لها ميلشيات تأتمر بأمرها، وخاصة في محافظة البصرة، مشيرة إلى أن أكثر الجهات تورطا هي الحرس الثوري الإيراني، حيث تورط الحرس الثوري بشكل مكثف في عمليات تهريب الأسلحة وخاصة لفيلق ''القدس''. وتؤكد الوثائق أن الشريط الحدودي الجنوبي العراقي والمحاذي لإيران استغل في عمليات تهريب أسلحة متعددة كان من ضمنها قذائف موجهة للطيران ومدافع ''ار بي جي'' وصواريخ ومواد شديدة الانفجار. وأشارت الوثائق إلى أن هناك محاولات عديدة لاغتيال عدد من القيادات السنية، وكان من أبرز هذه المحاولات دخول سيارة مفخخة تابعة لإيران من شمال العراق لقتل إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق عام ,2006 وهو ما أدى إلى الإطاحة بحكم علاوي والمجيء بحكم المالكي. وتبرز الوثائق أن هذه العملية تمت على يد ميلشيات شيعية حصلت على دعم من الحرس الثوري الإيراني، حيث دخل أحد الشخصيات وكان يبرز جواز سفر يزعم انه أبكم وذلك لعدم كشف لهجته الفارسية وكشف يما بعد أنه العقل المدبر لعميلة اغتيال علاوي. ولفتت الوثائق السرية التي سربت عن طريق ''ويكيليكس'' إلى خطورة الدور الإيراني في تصفية بعض العراقيين من السنة، بالإضافة إلى دور إيران في المواجهات بين الميليشيات الشيعية والقوات الأمريكية بالعراق. وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين كانوا على علم بما يحدث في السجون العراقية إلا أنهم كانوا يأمرون جنودهم بغض الطرف. رغم الانتهاكات الجسيمة فى مراكز الجيش والشرطة العراقية. كما كشفت الوثائق عن 1000 عملية إجرامية قام بها عناصر الشرطة والجيش العراقي وذلك في مراكز التعذيب.حيث تم استخدام عمليات التعذيب وأبرز هذه العمليات التعذيب بالكهرباء وعلى الأعضاء التناسلية وعلى الصدر والأقدام والوجه. وقى في شهر واحد 142 شخصا مصرعهم جراء عمليات التعذيب في السجون العراقية. وأثبتت الوثائق أن عمليات التعذيب تمت كلها بمعرفة الشرطة والجيش العراقي، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة طالبت جنودها بغض الطرف عن عمليات التعذيب التي يقوم بها العراقيين ضد العراقيين. ورأى دونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دابليو بوش، بضرورة الصمت والإبلاغ فقط الجهات العراقية المختصة. وأثبتت الوثائق أن هناك مليشيات استخدمت سجون خاصة بها لصالحها لارتكاب عمليات التعذيب ضد السنة من العراقيين. كما كشفت الوثائق السرية الأمريكية أن شركة ''بلاك واتر'' كان لها نصيب الأسد في عدد الضحايا العراقيين الذين لقوا مصرعهم في ظل الاحتلال الأمريكي. وقالت الوثائق إن شركة ''بلاك وتر'' تمتعت بأفضل عقد يحميها من المساءلة القانونية، ويجلب لها أكبر قدر من الأموال.من ناحية أخرى، نشر موقع ''ويكيليكس'' انه تلقى إفادة من وزارة الدفاع الأمريكية ''بنتاجون'' أن تسريب هذه المعلومات يخضع لقانون التجسس، في إشارة إلى إمكانية ملاحقة المنظمة بتهمة التجسس. وطالب البنتاجون من ''ويكيليكس'' ضرورة وقف هذه الوثائق، حيث أن نشرها يشكل خطرا على الأمن القومي الأمريكي، حيث أكد قيادي رفيع المستوى في البنتاجون أن نشر هذه الوثائق يشكل خطرا على الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان ويرفع من كراهية الشعوب العربية والإسلامية ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية .وزعمت أن معظم هذه الوثائق ملفقة وتنطوي على وقائع كثيرة غير حقيقية وأن هذه الوثائق ضخمت من هذه المعلومات لإحداث ضجة إعلامية بأوساط الرأي العام الأمريكي والعالمي.