نفى وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير أن يكون قد دعا إلى تقلد جيل جديد في الجزائر مقاليد السلطة خلفا لجيل الثورة، إلا انه أكد أن الأجيال القادمة في الجزائر لن تكون لها ذكرى مريرة عن الاستعمار الفرنسي مثل ما يشعر به الجيل الحالي . وجاءت تصريحات رئيس الدبلوماسية الفرنسية ضمن حديث أجرته معه الصحيفة السويسرية '' لو متان ديمونش '' على هامش مشاركته في القمة الثالثة عشرة للفرانكفونية، التي افتتحت أول أمس فى مونترو بسويسرا. وفي رده عن سؤال إن كان سيلتقي مسؤولين جزائريين خلال هذه القمة، وهو الذي دعا إلى تجديد السلطة في الجزائر، قال كوشنير ''لا، أبدا، لم أدعو إلى تجديد الجيل، لقد تحدثت عن ذكرى جيل الثورة: الألغام. وزاد وزير الخارجية الفرنسي بالقول ''لقد قلت: الأجيال الأخرى التي ستأتي لن يكون لها الذكريات المريرة نفسها''، مضيفا ''لقد التقيت كثيرا بالسلطات الجزائرية في نيويورك أواخر شهر سبتمبر، ثم في باريس، وإذا كانوا موجودين هنا في مونترو سنجتمع، لسنا مقاطعين بعضنا، بل أبعد من ذلك ، نحن أصدقاء. وفي هذا الإطار، لم تشر التقارير القادمة من سويسرا عن أي لقاء جمع أي مسؤول جزائري بكوشنير، ومعلوم أن الجزائر قد خفضت هذا العام حضورها الرسمي قي قمة الفرانكفونية، حيث غاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن هذه الموعد على عكس الدورات السابقة التي كان يحضرها شخصيا، واكتفى بوتفليقة بإرسال رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح مكانه ، كما أن وزير الخارجية مراد مدلسي غاب هو الآخر عن هذه القمة . وكان برنار كوشنير، قد قال شهر فيفري الماضي في مقابلة صحفية مع أسبوعية ''لو جورنال دي ديمانش'' في رده على سؤال متى تتحسن العلاقات بين البلدين، أن ''جيل الاستقلال الجزائري لا يزال في السلطة وبعده سيكون الأمر ربما أقل تعقيدا. ويبدو من خلال التصريح الجديد لكوشنير أنه لم يعد ل عن آرائه الاستفزازية، بالرغم من تغليفها ببعض الدبلوماسية، وذلك لأنه لازال يعتقد أن الأجيال القادمة من الجزائريين لن تكون لها ذكرى مريرة عما قام به الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وكانت الجزائر قد رفضت في أكثر مرة الطلب الذي تقدمت به فرنسا لترتيب زيارة لكوشنير إلى الجزائر ، الأمر الذي دفع بقصر الاليزيه أن يبعث أمينه العام كلود جيان مكان كوشنير لمحاولة ترميم ما هدمه رئيس دبلوماسيتها ،كما اتخذ الرئيس نيكولا ساركوزي قرارا بتكليف رئيس الحكومة السابق جون بيار رافران بملف العلاقات مع الجزائر ، إضافة إلى انه ينوى تنحية كوشنير من منصبه خلال التعديل الوزاري المرتقب .