استقبل أمس الأحد الوزير الأول أحمد أويحيى الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية السيد كلود غيان. وتم التطرق خلال اللقاء الذي جرى بإقامة الميثاق إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية التي تشهد في الآونة الأخيرة توترا حاد عقب التصريحات الاستفزازية لبرنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي و قد حضر هذا اللقاء عن الجانب الجزائري وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسيو الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل و الأمين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي. أما عن الجانب الفرنسي فقد حضره المستشار الدبلوماسي للرئيس نيكولا ساركوزي جان دافيد لوفيت و المستشار التقني بالخلية الدبلوماسية لرئاسة الجمهورية المكلف بإفريقيا الشمالية و الشرق الأوسط نيكولا غالي. قال إن برنار كوشنير أخطأ العنوان عندما ربط العلاقات بجيل الثورة سلطاني: العلاقة بين الجزائر وباريس علاقة هوية وتاريخ رد أمس أبوجرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بقوله لقد أخطأت العنوان حين اعتقدت أن العلاقة بين الجزائروفرنسا مشخصة في جيل الثورة. وأوضح أن العلاقة بين الجزائر وباريس علاقة هوية وتاريخ وليست مشخصة في جيل الثورة، مؤكدا أن جيل الاستقلال قد ورث مبادئه من جيل الثورة. وأكد رئيس الحركة في ندوة صحفية عقدها ظهرة أمس بمقر الحركة بعد عودة نائبيه أحمد لطيفي وزين الدين بن مدخن اللذين كانا ضمن الوفد البرلماني العربي الذي زار قطاع غزة المحاصر، أن العلاقات بين الجزائروفرنسا لن تكون سهلة إلا إذا تخلت فرنسا عن نظرتها الإستعلائية واعترفت بجرائمها واعتذرت للشعب الجزائري عما اقترفته في حقه وعوضت الضحايا. وحملت "حمس" رئيس الدبلوماسية الفرنسية مسؤولية عواقب تصريحاته المعادية للجزائر والحاقدة على جيل الثورة والمغذية للأحقاد التاريخية بين فرنسا والأجيال المتعاقبة في الجزائر، مؤكدا أن "الثورة الجزائرية لم تكن ثورة نخبة أو طبقة أو جهة أو جيل، ولم تكن مجرد وقائع ومعارك خاضها مقاتلون تنتهي مآثرها وتاريخها برحيلهم كما يتوهم كوشنير"، مشددا على أنها "ثورة شعب صنع ملاحم تاريخية امتزج فيها الدم بالعقيدة وباللغة والهوية والانتماء، فشكلت لحمة وطنية بسيادة كاملة ودولة قائمة لا تزول بزوال الرجال". على صعيد آخر، كشف رئيس حركة مجتمع السلم أن وفد حركة التحرير الفلسطينية "فتح" الذي زار الحركة الثلاثاء الماضي أن الفلسطينيين يريدون تحميل الدبلوماسية الجزائرية مسؤولية وضع القضية الفلسطينية في صدارة قمة جامعة الدول العربية المقررة في مارس المقبل بالعاصمة الليبية طرابلس. كما طلبت حركة فتح وحماس من الجزائر كدولة محايدة أن تعمل على ردم الهوة بينهما، غير أن سلطاني أكد أنه استخلص من الطرفين اللذان زارا الجزائر مؤخرا أن القضية الفلسطينية أصبحت "مادة مساومة" من بعض الأنظمة العربية المحيطة بها، حيث أصبح الوضع الفلسطيني الحالي يخدم مصالحها وأطماعها في إشارة إلى مصر. صديق يحياوي اعتبر تصريحات "كوشنير" فردية لا تلزم الدولة الفرنسية بوحجة: نرفض أي تدخل في الشؤون الداخلية للجزائر أكد حزب جبهة التحرير الوطني، أن التصريحات الأخيرة لوزير خارجية فرنسا برنار كوشنير هي من قبيل التصريحات الفردية التي لا تلزم الدولة الفرنسية، وأضاف الحزب العتيد أن الجزائر ترفض أي تدخل في القضايا الداخلية. واعتبر أمس عضو الهيئة التنفيذية للأفلان والمكلف بالإعلام السعيد بوحجة أن ما صدرعن وزير خارجية فرنسا هو موقف شخصي لا يعبر عن السياسة الفرنسية، وقال ردا على أسئلة الصحافيين على هامش اللقاء الذي جمع بمقر الحزب في حيدرة عبد العزيز بلخادم بعضو المكتب السياسي لحماس محمد نزال قائلا "هي تصريحات شخصية فردية لا تعبر عن الموقف الفرنسي الرسمي... لكونها لم تنبع عن فرنسا"، وأضاف "لفرنسا تقاليد وتاريخ وتجربة فيما يخص العلاقات بين الأمم"، مشددا على أن ما صرح به كوشنير لا يعبر إلا عن رأيه الخاص، لذلك لا يمكن أن يصنف أكثر من "تصريح فردي نابع عن مسائل ظرفية وظروف خاصة تحيط بالعلاقات الجزائرية الفرنسية". وكانت جريدة " لوجورنال دو ديمانش" الأسبوعية الفرنسية قد نقلت أول أمس تصريحات عن وزير خارجية فرنسا، قالت إنها جوابا منه على سؤال طرح عليه حول إمكانية تحقيق صلح في علاقات البلدين، حيث رد كوشنير قائلا "العلاقات بين فرنسا ربما ستكون أقل تعقيدا حين يغادر جيل الاستقلال السلطة في الجزائر". وردا علي هذه التصريحات، قال الأمين الوطني المكلف بالإعلام بالأفلان، إن الجزائر ذات سيادة ولها مؤسسات، وهذه الأخيرة يديرها إطارات جزائرية شابة ومن جيل الاستقلال". وأردف أن أقوال كوشنير تعتبر تدخلا في القضايا الداخلية للجزائر". وأوضح بوحجة قائلا "نعتقد أنه من الأحسن أن تسير العلاقات بين الدولتين في كنف الاحترام المتبادل وعلى أساس حوار شفاف صريح لكل القضايا المطروحة على الساحة بين البلدين ولصالحهما"، مضيفا "أما التقييم الشخصي للمؤسسات وجيل الثورة فمرفوض تماما". ودعا بوحجة كوشنير ومن مثله إلى "التعقل والانصياع لأحكام القانون الدولي في التعامل بين الدول ومؤسساتها".