أكد مدير المسرح الوطني محمد بن ڤطاف، سهرة أول أمس، في ختام فعاليات المهرجان الدولي للمسرح في طبعته الثانية، أن المهرجان كان كبيرا وناجحا على جميع المستويات رغم أن أغلبية المشاركين في المهرجان الدولي والعارفين بالمسرح أبدوا استياءهم من كثير من النقاط التي تتعلق بالمهرجان ولاسيما الجانب التنظيمي منه، ناهيك عن مستوى العروض التي قالوا بشأنها إنها كانت متوسطة على العموم ولم ترق إلى مستوى الحدث إلا فيما يخص بعض العروض التي تعد على الأصابع. استحضر المشاركون، وعلى مدار العشرة أيام من فعاليات المهرجان، ''المسرح المحترف'' الذي أقيم في الجزائر منتصف العام الجاري، مؤكدين على مستوى التطور الذي عرفه هذا المهرجان بالرغم من انه يقام على مستوى محلي.وذكر بن ڤطاف خلال كلمته أن الدرس الذي يعلمنا إياه المسرح هو حسن التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة في الساحة الثقافية الجزائرية، مؤكدا في نفس الوقت إصرار هيئته على التمسك برسالة المسرح الراقية. من جهته أشاد إبراهيم نوال محافظ المهرجان بالحدث واصفا إياه بالكبير. هذا وتضمن الحفل الختامي عرض شريط مسجل للمخرج الاردني ''غنام غنام'' الفلسطيني الأصل، تحدث فيه عن فلسطين الجريح ومدى تاثره بما يحدث في الأراضي المحتلةالفلسطينية كما ابدى امتنانه للشعب الجزائري ودعمه الدائم والمستمر لفلسطين تحت شعار ''مع فلسطين ظالمة او مظلومة'' وحملت كلمات غنام نبرة من الحزن والأسى لما هو واقع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة تاركة وقعها على الحضور، ليفاجئ بعدها جمهور بشطارزي بالقول ''قال لي احد الجزائريين إن الجزائر لم تستقل بعد''، لكن علامات التعجب ما لبثت ان تبددت بعد أن واصل غنام كلامة ''الجزائر لم تستقل بعد ما لم تتحرر فلسطين، ذلك اليوم سيكون عرسا للجزائر...''. ''التمرين'' تطرح إشكالية الفضاء المسرحي وقعت مسرحية ''التمرين'' للمخرجة التونسية دليلة مفتاحي آخر عروض مسرح الجزائر الدولي الذي أسدل الستار على فعالياته، أول أمس، حيث كان فضاء محيي الدين بشطارزي على مدار أكثر من الساعة من الزمن فضاء لعرض مشكل الفضاء المسرحي اذلي تعاني منه أغلبية الأقطار العربية فكان العرض بمثابة مسرحية داخل مسرحية جسدت حالات درامية مختلفة لواقع الفنان المسرحي العربي عبر ممثلتين تقعا في نفس المشكل، وهو نسيان الدور الذي من المفترض أن تقدمه خلال المسرحية، تتعقد الأمور وتتشابك مع مخرج العمل وتنسج خيوط المسرحية. وبمناسبة العرض اوضح كمال ممثل في العمل ان المسرحية هي من الواقع المعاش وتقترب من احد المشاكل التي يعاني منها المسرح العربي. وبذلك ختمت التمرين لفرقة ''مسرح الناس'' التونسية قائمة عروض مهرجان الجزائر الدولي للمسرح الذي انطلقت فعالياته في 14 أكتوبر، بمشاركة 19 دولة. وقد شهدت هذه الطبعة مشاركة منوعة فيما يتعلق بالعروض، إلى جانب الجزائر التي شاركت بعرض ''نزهة في غضب'' ومسرحية ''شظايا'' للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس ومسرحية ''أسوار المدينة'' للمسرح الجهوي لسكيكدة، كما قدمت كل من العراق، سلطنة عمان، المملكة العربية السعودية، المغرب، تونسوفلسطين، بالإضافة إلى كل من ألمانيا، فرنسا، إنجلترا، إيطاليا، كوسوفو، بلجيكا، الكونغو، النيجر، البينين، السينغال، الأرجنتين واليابان عروضا متنوعة.