أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أول أمس بالجزائر العاصمة أن إصلاح العدالة ما هو إلا حلقة في سلسلة محاربة الآفات الاجتماعية ومظاهرها في المجتمع. وأوضح رئيس الجمهورية في خطاب ألقاه بمناسبة افتتاح السنة القضائية 2010-2011 أن هذا الإصلاح تم تدعيمه ب ''مشاريع تنموية كبيرة في جميع الميادين تعود فائدتها على المواطنين في حياتهم وتقضي على جيوب الهشاشة باعتبارها أسبابا ومنافذ لاستشراء الرذيلة وتنامي الجريمة في المجتمع''. وأضاف أن جهود الإصلاح ''أثمرت بنتائج حميدة على المجتمع والوطن في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وساهمت إلى حد كبير في تقليص الإجرام والجريمة وفي استتباب الأمن والاستقرار''. وانطلاقا من كل ما تحقق من نتائج على أرض الواقع --يقول الرئيس بوتفليقة-- ''يتحدد نطاق مسؤولية قطاع العدالة في التكفل بانشغالات المواطنين وطموحاتهم المشروعة'' التي هي --كما أبرز-- ''ضمان عيشهم في جو يسوده الأمن والسلم ويبعث فيهم الاطمئنان على حقوقهم وحرياتهم وممارستها دون قيد أو خوف''. وذكر رئيس الجمهورية في ذات السياق بإنشاء هيئة وطنية للوقاية من الفساد ومكافحته من أجل ''إعطاء فعالية أكثر لعمل السلطة القضائية في محاربة الآفات الاجتماعية''، مشيرا إلى أنه تم دعم هذه الهيئة بأداة عملية متمثلة في ديوان مركزي لمحاربة الفساد فضلا عن إنشاء وتنصيب أقطاب قضائية ذات اختصاص إقليمي واسع لمتابعة ومحاكمة مرتكبي الجريمة المنظمة ''التي بدأت تأخذ أبعادا خطيرة من شأنها أن تعيق التنمية الوطنية وتضر بالاقتصاد الوطني''. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أشرف بمقر المحكمة العليا بالجزائر العاصمة على افتتاح السنة القضائية 2010- 2011 وهذا بحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء الحكومة وإطارات قطاع العدالة. وبالمناسبة أيضا أشرف رئيس الجمهورية على تخرج الدفعة ال18 للطلبة القضاة وهذا على هامش افتتاح السنة القضائية 2010-.2011 وتتكون الدفعة التي حملت اسم المرحوم قصول عبد القادر من 294 طالب من بينهم 140 امرأة 5 قضاة عسكريين و3 قضاة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية نجحوا كلهم في امتحان التخرج من بين 311 طالب باشروا دراستهم في سبتمبر .2007 وفي كلمة ألقاها بالمناسبة أكد المدير العام للمدرسة العليا للقضاء حسين مبروك أن تخرج هذه الدفعة من الطلبة القضاة يمثل ''لبنة جديدة في سبيل تحسين نوعية العمل القضائي'' مشيرا إلى أن طلبة هذه الدفعة ''استفادوا من تكوين دام 3 سنوات كاملة بذلوا خلالها جهودا معتبرة مكنتهم من رفع مستواهم العلمي والمهني''. وأضاف أن عدد الطلبة الذين يتابعون دراستهم حاليا بالمدرسة العليا للقضاء بلغ 1.056 طالب، مشيرا إلى أن المدرسة تنظم علاوة على التكوين الأساسي دورات تكوين مستمر للقضاة العاملين في مختلف التخصصات تشمل عدة مجالات وظيفية وموضوعاتية يؤطرها خبراء جزائريون وأجانب. وقد سلم الرئيس بوتفليقة بهذه المناسبة شهادات وهدايا شرفية للطلبة العشرة الأوائل فيما سلم الطلبة المتخرجون بدورهم هدية رمزية لرئيس الجمهورية عرفانا له بالجهود التي يبذلها في سبيل تطوير قطاع العدالة وعصرنته. كما تم بالمناسبة تكريم عائلة المرحوم قصول عبد القادر الذي أطلق اسمه على الدفعة المتخرجة. وفي نهاية الحفل أخذ رئيس الجمهورية صورة تذكارية مع الطلبة المتخرجين.