أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أول أمس بمقر المحكمة العليا بالعاصمة لدى إشرافه على تخرج الدفعة ال 18 للطلبة القضاة، أن إصلاح العدالة ما هو إلا حلقة في سلسلة محاربة الآفات الاجتماعية ومظاهرها في المجتمع. و أن هذا الإصلاح تم تدعيمه بمشاريع تنموية كبيرة في جميع الميادين تعود فائدتها على المواطنين في حياتهم وتقضي على جيوب الهشاشة باعتبارها أسبابا ومنافذ لاستشراء الرذيلة و تنامي الجريمة في المجتمع . الهام/س و أضاف بوتفليقة على هامش افتتاح السنة القضائية 2010-2011، أن جهود الإصلاح "أثمرت بنتائج حميدة على المجتمع والوطن في الميادين الاقتصادية و الاجتماعية و الأمنية وساهمت إلى حد كبير في تقليص الإجرام والجريمة وفي استتباب الأمن و الاستقرار". وانطلاقا من كل ما تحقق من نتائج على أرض الواقع - يقول الرئيس بوتفليقة- "يتحدد نطاق مسؤولية قطاع العدالة في التكفل بانشغالات المواطنين و طموحاتهم المشروعة" التي هي -كما أبرز- "ضمان عيشهم في جو يسوده الأمن و السلم و يبعث فيهم الاطمئنان على حقوقهم وحرياتهم وممارستها دون قيد أو خوف". وذكر رئيس الجمهورية في ذات السياق بإنشاء هيئة وطنية للوقاية من الفساد ومكافحته من أجل "إعطاء فعالية أكثر لعمل السلطة القضائية في محاربة الآفات الاجتماعية" مشيرا إلى أنه تم دعم هذه الهيئة بأداة عملية متمثلة في ديوان مركزي لمحاربة الفساد فضلا عن إنشاء وتنصيب أقطاب قضائية ذات اختصاص إقليمي واسع لمتابعة ومحاكمة مرتكبي الجريمة المنظمة "التي بدأت تأخذ أبعادا خطيرة من شأنها أن تعيق التنمية الوطنية وتضر بالاقتصاد الوطني". وفي كلمة ألقاها بالمناسبة أكد المدير العام للمدرسة العليا للقضاء حسين مبروك أن تخرج هذه دفعة من الطلبة القضاة يمثل "لبنة جديدة في سبيل تحسين نوعية العمل القضائي" مشيرا إلى أن طلبة هذه الدفعة "استفادوا من تكوين دام 3 سنوات كاملة بذلوا خلالها جهودا معتبرة مكنتهم من رفع مستواهم العلمي و المهني". وأضاف أن عدد الطلبة الذين يتابعون دراستهم حاليا بالمدرسة العليا للقضاء بلغ 1.056 طالب مشيرا إلى أن المدرسة تنظم علاوة على التكوين الأساسي دورات تكوين مستمر للقضاة العاملين في مختلف التخصصات تشمل عدة مجالات وظيفية وموضوعاتية يؤطرها خبراء جزائريون وأجانب. وقد سلم الرئيس بوتفليقة بهذه المناسبة شهادات وهدايا شرفية للطلبة العشرة الأوائل فيما سلم الطلبة المتخرجون بدورهم هدية رمزية لرئيس الجمهورية عرفانا له بالجهود التي يبذلها في سبيل تطوير قطاع العدالة و عصرنته. كما تم بالمناسبة تكريم عائلة المرحوم قصول عبد القادر الذي أطلق اسمه على الدفعة المتخرجة. وفي نهاية الحفل أخذ رئيس الجمهورية صورة تذكارية مع الطلبة المتخرجين. للإشارة تتكون الدفعة التي حملت اسم المرحوم قصول عبد القادر من 294 طالب من بينهم 140 امرأة 5 قضاة عسكريين و 3 قضاة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية نجحوا كلهم في امتحان التخرج من بين 311 طالب باشروا دراستهم في سبتمبر 2007.