أدانت محكمة الجنح بباريس، أول أمس زعيم حزب الجبهة الوطني اليميني المتطرف جون ماري لوبان بالحبس لمدة شهرين مع وقف التنفيذ وبسنة واحدة من عدم الأهلية للترشح، في القضية التي رفعتها الجالية الجزائريةبفرنسا ضده بتهمة التحريض على العنصرية والكراهية بعد أن ضمن حملته الانتخابية في الاستحقاقات المحلية السابقة ملصقات استفزازية تسيء للعلم الجزائري والمسلمين. ويعد هذا القرار انتصارا معنويا للجالية الجزائرية والمسلمة في فرنسا التي تعرضت في المدة الأخيرة لمضايقات شديدة، إلا أنه يبقى من الناحية العملية غير مؤثر بدرجة كبيرة على المشوار السياسي للوبان، كون أن حرمان هذا المتطرف من الترشح لمدة عام فقط، تعني أنه بإمكانه خوض سباق الرئاسيات الفرنسية القادمة المزمع إجراؤها عام ,2012 والتي ستتزامن مع احتفال الجزائر بالذكرى الخمسين لاستقلالها وإخراج الفرنسيين من أراضيها. وجاء هذا القرار في حق عدو المهاجرين في فرنسا جون ماري لوبان بعد أن رفعت جمعيات جزائرية وأخرى حقوقية تنشط قي فرنسا من بينها منظمة ''النجدة ضد العنصرية'' ''إس أو إس راسيزم''، دعوى قضائية ضد لوبان وحزبه بسبب الملصقة التي نشرت في فيفري الماضي، وحملت صورة امرأة ترتدي البرقع و بجانبها خريطة فرنسا يكسيها العلم الجزائري، ومرصوصة بمنارات على شكل صواريخ، وحملت عبارات استفزازية ضد الجزائر أيضا. وكانت الجزائر وقتها قد احتجت رسمياً على هذه الملصقة العنصرية، حيث اعتبر وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي هذا الفعل أنه معاد للمسلمين، وطالب حينها السلطات الفرنسية ''باتخاذ الإجراءات المناسبة عندما تهان رموز دولة أجنبية على أراضيها''. وعقب الاحتجاج الجزائري، أمرت محكمة الاستئناف في مرسيليا الواقعة جنوب حزب الجبهة الوطنية بسحب الملصقات الانتخابية التي استخدمها الحزب في حملته الانتخابية، كما أعلنت الخارجية الفرنسية عن أسفها لاستعمال الراية الجزائرية بهذه الطريقة. وكان عميد مسجد باريس دليل بوبكر قد قال عقب صدور قرار سحب الملصقة العنصرية إن ''العدالة الفرنسية أنصفت المسلمين والعرب والجزائريين بعدما حكمت بمنع الملصق الانتخابي المسيء الذي علّقه حزب اليمين المتطرف جون ماري لوبان''، مبينا أن سلوك لوبان تعبير عن ''انزعاج من مظاهر حب الجزائريين الذي يعيشون في فرنسا لوطنهم الأم خلال المنافسات الكروية''. وقال أيضاً ''الجزائري يحب بلده ويظهر ذلك من خلال حمل العلم الجزائري، خصوصاً في فرنسا، حيث يتمسك الجزائريون بأصولهم، ويبدو أن تجول عشرات الأنصار بأعلام جزائرية في شوارع باريس ومرسيليا ابتهاجاً بتأهل الخضر للمونديال أزعج أطرافا عديدة في فرنسا منهم المتطرفون بقيادة جون ماري لوبان''.