دعت الجزائر موريتانيا إلى أن يقتصر عملها على حل المشاكل الأمنية التي تعرفها منطقة الساحل على دول الجوار، دون إدخال أطراف أجنبية، مثلما فعلت نواقشط الصيف الماضي عندما قادت عملية عسكرية مع فرنسا ضد التنظيم الإرهابي الذي يسمي نفسه ''قاعدة المغرب''. ونقلت يومية القدس العربي اللندنية عن سفير الجزائر بنواقشط عبد الحميد الزهاني قوله، في خطاب له خاص بالذكرى السادسة والخمسين لثورة أول نوفمبر عند الحديث عن العلاقات بين البلدين ''أن البلدين الشقيقين يواجهان تحديات أمنية كبيرة، تهدد السلم والأمن والاستقرار في شبه المنطقة، يتوجب علينا رفعها معا، بالتعاون مع دول الجوار المعنية، وذلك في إطار آليات التنسيق والعمل المشترك التي تم وضعها لهذا الغرض''، ويقصد الزهاني بدول الجوار كلا من مالي والنيجر اللتين تتعاونان مع الجزائر ونواقشط أمنيا من خلال لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي اجتمعت سبتمبر الماضي في تمنراست، كما تتعاون هذه الدول فيما بينها مع كل من ليبيا وبوركينافاسو وتشاد ضمن لجنة التنسيق لدول الساحل. وتأتي دعوة السفير الجزائري مكملة لما طالب به في وقت سابق عدد من المسؤولين الجزائريين ومن بينهم الوزير الأول أحمد أويحي الذي كان قد قال الأحد الماضي على هامش رده على تساؤلات النواب إن دول الساحل ''ليست في حاجة إلى تواجد أجنبي''، مضيفا أن الجزائر ''تتحمل مسؤولياتها بأداء واجبها في أراضيها وتجاه جيرانها من خلال ميكانزمات رؤساء الأركان وقوات الأمن ومجموعة من اللقاءات كالذي عقد بسرت الليبية على هامش القمة العربية الإفريقية التي عقدت مطلع شهر أكتوبر .''2010 وكانت موريتانيا قد خاضت الصيف الماضي بالتعاون مع باريس هجوما عسكريا ضد الجماعات الإرهابية في أراضيها وفي شمال مالي، لإنقاذ الرعية الفرنسي ميشال جرمانو الذي كان محتجزا لدى هاته الجماعات والتي قامت بإعدامه بعد هذا الهجوم. وبخصوص حرص الجزائر على تعزيز علاقاتها مع نواقشط، قال الزهاني ''ولإبراز مدى اهتمام الجزائر بعلاقات الأخوة والتعاون وحسن الجوار مع الشقيقة موريتانيا، أشير إلى أن الجزائر اتخذت موريتانيا منذ أسابيع قليلة فقط مبادرة تاريخية هي في أسمى صور التضامن والأخوة، مؤكدة بذلك وقوفها المستمر، فعليا وعلى أرض الواقع، بجانب موريتانيا، لا سيما في الظروف الصعبة''. وأضاف قائلا ''من هذا المنطلق فإننا واثقون من أن العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ستتعزز أكثر في المستقبل، تحسبا لبناء المغرب العربي الكبير، الذي يعتبر بالنسبة للجزائر هدفا استراتيجيا ومصيريا لا نتوانى أبدا في العمل على تحقيقه، تجسيدا لآمال شعوبنا المغاربة''. وأوضح السفير الجزائري أن العلاقات الجزائرية الموريتانية هي ''علاقات أخوية متميزة، متجذرة في تاريخ البلدين والشعبين الشقيقين''، مؤكدا في الإطار ذاته على 'أنها علاقات أخوة وصداقة وتضامن وحسن جوار، وتعاون مثمر في شتى المجالات، لا سيما المجالات المتعلقة بتكوين الإطارات والطلبة، وترقية الموارد البشرية، ففي هذا المجال تعتبر العلاقات الجزائرية الموريتانية علاقات نموذجية، يمكن أن يحتذى بها، فقد ساهمت الجزائر منذ الاستقلال بقسط وافر في تكوين الآلاف من الطلبة الموريتانيين، في مختلف التخصصات، وقد ساهم هؤلاء بدورهم بقدر كبير في عملية البناء والتشييد التي تشهدها موريتانيا الشقيقة''.