أكدت السفيرة لدى وزارة الشؤون الخارجية السويدية، ورئيسة وفد ترويكا الاتحاد الأوروبي، السيدة كارين فال، أن الجزائر تلعب دورا ''محوريا'' في مجال الأمن والتنمية في منطقة الصحراء والساحل، مشيرة إلى الجهود المبذولة بغية تنظيم قمة بمبادرة من الرئيس المالي، تناقش مسألة الأمن في المنطقة• وقالت المسؤولة الأوربية، في تصريح للصحافة مساء أول أمس عقب المحادثات التي أجرتها مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، إن ''زيارة وفد الاتحاد الاوربي تعكس رغبته في تحديد استراتيجة وتصور مشترك بخصوص الأمن والتنمية بمنطقة الصحراء والساحل''، مبرزة ضرورة ''تحديد أوجه التطابق من أجل تحديد رزنامة مشتركة''• وأوضحت رئيسة وفد الترويكا الأوروبية أن عقد قمة لقيادة دول الساحل تعتبر مبادرة جيدة، وقالت ''نأمل أن تنعقد قريبا وأن تمكن من إطلاق هذا التعاون الذي نحن بحاجة إليه''، مشيرة إلى أنه سبق لوفد الترويكا الأوروبية أن زار بلدانا من المنطقة منها مالي وموريتانيا''• من جهته، أكد عبد القادر مساهل أن المحادثات تندرج في إطار الحوار بين الجزائر والاتحاد الاوروبي حول وضع دول الساحل، وبعد أن وصف هذا الحوار ب ''البنّاء''، أبرز الوزير المنتدب أنه ''يندرج في إطار ما اتفقنا عليه كدول جوار، وهو أن قضية الأمن والاستقرار أولا و قبل كل شيء''• وأضاف مساهل أن ''دول المنطقة تتفق على طول الخط بشأن أهمية مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار، مثمنا استعداد الاتحاد الاوروبي لدعم فكرة قمة باماكو، وكذلك دعم جهود إعادة بناء المنطقة''• وتأتي رغبة الاتحاد الأوروبي التي نقلتها مفوضته السيدة كارين فال إلى الجزائر، في محاولة لإحياء مشروع سابق بادرت به دول الساحل، أعد له وزراء الخارجية بمالي عدة مقترحات، يقضي بعقد قمة لرؤساء وقادة الدول، لتحقيق العمل المشترك لمواجهة مشاكل المنطقة، وعلى رأسها الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، حيث دعت الجزائر على لسان وزيرها للشؤون الإفريقية إلى اعتماد آلية مشتركة تسمح بتفعيل رغبة الدول• كما يتزامن مكاشفة الترويكا الأوروبية عن رغبتها، في وقت تعرف منطقة الساحل تصعيدا إرهابيا في المدة الأخيرة، بعد اختطاف رعية فرنسي ثم ثلاثة رعايا إسبان، حيث استغلت هذه الأحداث للدعوة لإشراك الاتحاد الأوربي في سياسات مقاومة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو ما يعني قطع الطريق أمام سعي دول المنطقة، ومنها الجزائر، لمنع أي تدخل أجنبي عسكري بدعوى محاربة الإرهاب، حيث سبق وأن عقدت كل من الجزائر، مالي، النيجر وموريتانيا، في حين غلبت ليبيا، قمة أمنية في تمنراست لتنسيق الجهود ومراقبة الحدود ومنطقة الصحراء الواسعة، والذهاب إلى حد قيادة عمليات عسكرية مشتركة لمطاردة عناصر القاعدة• ويترجم تنقل مفوضية الاتحاد الأوروبي مدى الحراك الدبلوماسي والأمني والاستخباراتي، الذي تنشطه واشنطن، مدريد وباريس بصفة خاصة، وكأنها في سباق محموم للهيمنة على المنطقة، حيث نشط سفيرها في نواقشط بشكل غير عادي، مستغلا تعرض السفارة الفرنسية إلى اعتداء من القاعدة، وشرع في عقد لقاءات أمنية مع مختلف الأجهزة والمؤسسات الموريتانية بهدف تنظيم تدخل مشترك لمواجهة القاعدة، ليس في موريتانيا فقط وإنما في دول الساحل•