حل المؤرخ الفرنسي المتخصص في تاريخ المغرب العربي وحرب التحرير الوطني الجزائرية بنيامين سطورا ضيفا على صالون الجزائر الدولي الثاني للكتاب في يومه الثامن حيث ألقى محاضرة حول موضوع متيران والجزائر . وابرز في البداية انه تخصص منذ ثلاثين سنة حول موضوع حلاب الجزائر معتمدا في عمله هذا على المصادر البيوغرافية واصدر العديد من الكتب حول شخصيات كانت على صلة بالأحداث منها مصالي الحاج وفرحات عباس والجنرال شارل ديغول وأخيرا فرنسوا متيران والذي صدر له مؤلف خاص منذ خمسة عشر يوما فقط في باريس .وحول اختياره لشخصية مثيران قال سطورا ان الجميع يركز على سياسات اليمين الفرنسي الحاكم تجاه الثورة الجزائرية ويتناسى المؤرخون دور اليسار الفرنسي المكون من كل من الحزب الاشتراكي الفرنسي والحزب الشيوعي اللذان كانا في الحكم مابين 1954/8591 من خلال حكومات منديس فرانس وغي مولييه وكان ميتران خلالها وزيرا للعدل ووزيرا للداخلية والذي اعتمدت سياسته على مبدأ ان الجزائر هي فرنسا كل لا يتجزأ وان المفاوضات الوحيدة مع ثوار الجزائر هي الحرب. وحول صدورا لكتاب ألان ارجع بنيامين سطورا الأمر الى فتح أبواب الأرشيف امام العديد من الوثائق التي كان ممنوعا الاطلاع عليها سابقا مما مكنه من انجاز مؤلفه اعتمادا على تلك الوثائق وكذالك اعتمادا على شهادات شخصيات عاشت الأحداث وساهمت في صنعها .واستندت فكرة الكتاب الى كون فرنسوا متيران وعندما كان وزيرا للعدل رفض طلبات العفوعن كل من ايفتون المناضل المناصر للقضية الجزائرية وكذا احمد زبانا واللذان اعدما بالمقصلة في الوقت التي كانت سلطات رئيس الدولة آنذاك رمزية .وأضاف سطور انه مابين سنتي 1955/7591 كان اليسار الفرنسي من اشد أنصار مبدأ الجزائر فرنسية وفي اشد مواقفه تقدمية كان يطالب بالمساواة بين الجزائريين والفرنسيين مع انه لم يطبق هذا المبدأ عندما كان في الحكم وكان يرفض فكرة الاستقلال ومن هذا المنطلق كان اول رد فعل على قيام الثورة هوحل حركة الانتصار للحريات الديمقراطية بزعامة مصالي الحاج والاتحاد الديمقراطي الجزائري بزعامة فرحات عباس ومنح الحاكم العام سلطات استثنائية .وبعد عام 1958 ترك متيران السلطة ولم يعد إليها الاسنة 1980 حيث طغت على المشهد السياسي الفرنسي شخصية الجنرال ديغول فيما تولى متيران قيادة الحزب الاشتراكي منذ 1971 ومن هنا حتى سنة 1980 عندما تولى رئاسة الجمهورية الفرنسية تناسى ديغول دوره في الحرب ووصل الى سدة الرئاسة وهويدعي نظافة اليد من كل الجرائم المرتكبة ضد الشعب الجزائري رغم مساهمته في قمع الوطنيين وتشريع التعذيب والإعدامات من موقعه كوزير للعدل آنذاك وإصداره قوانين العفووإعادة الاعتبار بحق قادة المنضمة السرية الإرهابية والجنرالات المجرمين ومنهم الجنرال سلان ورفاقه . وحول الموقف الذي اتخذه الحزب الشيوعي الفرنسي قال سطورا ان الحزب رفض فكرة الاستقلال لكن ظهرت حالات فردية من الشيوعيين الفرنسيين الذين خالفوا توجهات الحزب وساندوا الثورة وقدم بعضهم حياته ومنهم فرناند افتون وغيره ووهؤلاء أعاد الحزب بعد الاستقلال تبني مواقفهم على أساس انها مواقف الحزب من اجل تبييض صورته الاستعمارية وليظهر كحزب مناضل .وحول مقولة ديغول لقد فهمتكم قال سطورا ان الرجل كان بقولته تلك قد وصل الى قناعة بضرورة انهاء الحرب لكن على أساس إقامة اتحاد فدرالي جزائري فرنسي وليس الاستقلال وصحح سطور معلومة حول قانون تمجيد الاستعمار بخصوص اتهم ساركوزي بإصداره حيث قال ان الذي أصدره هوجاك شيراك خلال عهدته الرئاسية .وختم سطورا محاضرته بالعودة لمتيران ليبرز انه وطوال حياته السياسية لم يتحدث عن دوره خلال حرب التحرير الوطني وكان يرفض الحديث مع الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى حول الموضوع برمته.