''تقديرا لبلد المليون شهيد وشعبها العريق''، تصوروا أنها تصريحات، وأي تصريحات .. ''نيو'' تصريحات المثقفين المصريين، الذين شرعوا منذ فترة في حملة غير متوقعة، و''خرجة'' ليست الأولى في الحقيقة من نوعها، لتبييض ''ماضي مهول''، حملة يقال إنها لأجل جمع ألف كتاب كهدية للشعب الجزائري، ولأننا ندرك تماما أن ''الحجرة من يد الحبيب تفاحة''، فإننا نعتز ونفخر، لهذه الالتفاتة الطيبة، والطيبة جدا.. مثقفون مصريون تذكروا أخيرا أن لهم بلدا شقيقا يدعى الجزائر، بلد المليون شهيد، ''عفوا'' المليون ونصف المليون شهيد، حتى نصحح كلامهم المنقوص، فبعدما كنا نشتم ونسب في أعز ما نملك صارت تهدى إلينا الكتب ويقال لأجلنا الكلام المحترم، لا ندري إن كان مجرد ''تبلعيط'' كما يقال عندنا..أم هو عودة للواقع بعد طول تفكير وحنين.. فبعدما كانت القطيعة هي أفضل طريقة للرد علينا في عز الأزمة الكروية، التي اكتوينا بها، صارت محاولات ''رأب الصدع'' تتوالى علينا، وأساليب ''التهدئة'' تعزف أنغامها على أوتار مشاعرنا، فقط كي نرضى بمن قذفنا في يوم من الأيام، بكلام قبيح، في الوقت الذي كان ذلك الأمر يخدمه وتضررنا منه أشد الضرر، عاد المثقفون من بعيد في محاولة ترقيعية ل''كرونولوجيا'' ما جرى سابقا، من هجوم شنيع في حقنا نحن الشعب الجزائري، هجوم عنيف علينا، شعبا وتاريخا، جعلنا لفترة '' لن ننساها أبدا'' أضحوكة.. نحرنا فيها ''المصاروة'' (مسؤولين، سادة وإعلاميين ومثقفين و...أشباه رقاصين وفنانين وحدث ولا حرج) دون رحمة أو شفقة، وعادت المياه إلى مجاريها بعد أقل من مضي سنة عن هذا الكلام الجارح، لنتفطن أننا كنا في حقيقة الأمر في مواجهة ''وهم'' صنع من أوقات ضيقنا ''حجة'' لتمرير قرارات سياسية أسكتت الشارع المصري لفترة من الزمن عن واقعهم، وبعدما تفاعل الشارع وصرنا ''أضحية '' ل''المليح والدوني''، تبدلت ''العقليات'' وصار لابد أن نهدى الورود والكلام ''الحلو'' والطيب وما شابه ... لكن صدق من قال إن ''الزمان يعالج المحان''، فبعد أقل من عام، تحول الهجوم إلى حنين، وتحولت محاولات قطع الوثاق والوصال إلى هدايا ودعوات وكلام ''جميل''، فعسى أن يدوم وأن يكون من معدن طيب، وليس مجرد'' تبلعيط''.. قيل أننا رفضنا دعوتهم إلى معرض الكتاب وأنهم لن يردوا علينا بالمثل، لكنهم سيلقون علينا الدعوات لحضور معرضهم للكتاب في جانفي المقبل، طيب، جميل ما قيل لأنهم تعودوا ''دايما'' على ربح المعارك المتقدمة ب'' الكلام'' وفقط، أما الفعل ف''يجيب ربي ساعة الخير''، هكذا قيل لنا أيام بطولة كرة اليد، ''مصر البلد الثاني للجزائريين''، وعند اقتراب موعد رحيل اللاعبين'' ضرب وشتم وسب''، بالفعل أسلوب غريب عجيب، لم نتعود عليه نحن الجزائريون، لأننا ببساطة ''ديريكت'' دون لف ودوران، فلما كل هذا ''التبلعيط''؟؟