أعرب مجلس الأمن الدولي المنعقد على مستوى وزاري حول السودان عن ''قلقه العميق'' من تأخر تمويل تنظيم الاستفتاء بشأن تقرير المصير في جنوب السودان، ومن تزايد أعمال العنف في دارفور وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بتعزيز عدد أفراد قوات حفظ السلام في السودان. وشدد مجلس الأمن على أن الوضع في السودان يمثل واحدا من أكثر التحديات الملحة التي تواجه المجتمع الدولي، مجددا التزامه القوي بتحقيق السلام والاستقلال والاستقرار في السودان، وداعيا كافة الأطراف السودانية إلى تنفيذ اتفاق السلام الشامل. جاء ذلك في بيان بشأن السودان صادر عن مجلس الأمن الثلاثاء ألقاه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ خلال جلسة شارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ووزير الخارجية السوداني أحمد علي كرتي، والأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم، إضافة إلى عدد آخر من وزراء خارجية الدول الأعضاء بمجلس الأمن. وأعرب المجلس عن ''القلق البالغ من التأخير المستمر في دفع كامل الأموال الضرورية للجنة الانتخابات من أجل متابعة الاستعدادات''، ودعا الحكومة السودانية ''إلى التحرك العاجل'' من ''أجل ضمان تنظيم الاستفتاءين في الجنوب وأبيي بسرعة وفي أجواء سلمية حفاظا على المصداقية والتعبير الحر، بحيث تعكس نتائجهما إرادة سكان جنوب السودان وأبيي''. كما أعرب عن ''قلقه العميق'' بشأن دارفور، حيث حصل تصعيد للمواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين. من جانبه أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن الوضع في السودان ''يمكن أن يتحول إلى نزاع أشمل''، وقال إن المنظمة الدولية تأمل تعزيز عدد أفراد قوات حفظ السلام في السودان، وسط مخاوف من أن أكبر الدول مساحة في أفريقيا قد تكون في الطريق نحو حرب أهلية جديدة. وجدد وزير الخارجية السوداني التزام حكومة بلاده بإجراء الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان في موعده المحدد, وقبول نتيجته. وقال كرتي إن الاستفتاء وسيلة لا بد أن تفضي إلى إرساء السلام والاستقرار.