انتقدت الحكومة السودانية على لسان مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني تحذيرات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي عبر فيها عن مخاوفه من سقوط ملايين القتلى إذا فشل استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان. وقال إسماعيل في مؤتمر صحفي بالدوحة إن "أوباما يتلقى تقارير من جهات لا تعرف ماذا يجري في السودان" الهام/س وأضاف أنها "ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها عن السودان بهذه الطريقة ولن يكون آخر تصريح، فهو يسمع إلى مجموعات الضغط ويدلي بهذه التصريحات". كما انتقد مستشار الرئيس السوداني موقف واشنطن حيال وحدة السودان، قائلا إن الولاياتالمتحدة كانت في البداية تقول إنها تريد للسودان أن يبقى موحدا، ثم تحركت قليلا للقول إن ما يريده الجنوبيون تقبل به، واليوم ارتفع صوت حديثها عن أن الانفصال سيكون حتميا". واستبعد إسماعيل الخيار العسكري للحفاظ على وحدة السودان إذا اختار الجنوبيون الانفصال، وقال "لقد تم سحب الجيش السوداني بالكامل من الجنوب". وكان الرئيس الأميركي قد كرر الخميس الماضي التزامه بإجراء استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان بطريقة سلمية ووفق ما هو متفق عليه، محذرا من سقوط "ملايين القتلى" إذا فشلت العملية. من جهة أخرى انتقد الجيش السوداني الأممالمتحدة بشأن خطط لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود بين الشمال والجنوب قبيل الاستفتاء. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني المقدم الصوارمي خالد سعد "إن حديث مسؤول عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة ألان لوروا حول نشر قوات أممية عازلة على الحدود بين الشمال والجنوب، لا يعبر إلا عن جهل بمجريات الأحداث الحقيقية في السودان أو تحرش يستهدف استقراره وسلامته". وكان حزب المؤتمر الوطني الشريك الأكبر في الحكم بالسودان قد رفض عزم الأممالمتحدة نشر قوات حفظ سلام بين شمال السودان وجنوبه بحجة تجنب وقوع أعمال عنف قبل الاستفتاء. وأكد القيادي في الحزب ربيع عبد العاطي أن مجلس الأمن لا يستطيع نشر مزيد من الجنود دون موافقة الحكومة. وكان لوروا قال بعد اجتماع مجلس الأمن في نيويورك إن الجنود الدوليين سينتشرون على الحدود بين شمال وجنوب السودان خلال أسابيع، مشيرا إلى أن زيادة الوجود الدولي ستتركز في ما وصفها ببعض المناطق الساخنة. ومن جهتها أبلغت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس مجلس الأمن بأن رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت طالب بمنطقة عازلة عرضها 16 كلم تديرها الأممالمتحدة على طول الحدود بين الشمال والجنوب، وذلك لدى لقائه اللجنة الأممية أثناء زيارتها للسودان الأسبوع الماضي. وأبدت اللجنة الدولية لمراقبة استفتاء جنوب السودان قلقها من أن خطط إجراء الاستفتاء المقرر في جانفي القادم تواجه عراقيل من التأجيلات وضعف التمويل، ومناخا سلبيا من التهديدات والاتهامات. وقال رئيس اللجنة الدولية بنيامين مكابا في مؤتمر صحفي بالخرطوم إن لجنته قلقة بسبب "ما لاحظناه من أجواء مشحونة بصورة سلبية للغاية بين الشمال والجنوب، وصدور تهديدات واتهامات". وقال أعضاء من وفد مجلس الأمن الذي زار السودان الأسبوع الماضي إن سلفاكير أبلغ مبعوثي المجلس بأنه يخشى أن يحرك الشمال قوات باتجاه الجنوب وأن يتأهب لشن حرب.