خلصت أشغال الملتقى الوطني حول ''تدريس الفلسفة في الجزائر.. الواقع والآفاق'' الذي احتضنته المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، بعد يومين من المداخلات القيمة بمشاركة نخبة من الأساتذة والأكاديميين المختصين في الحقل الفلسفي من مختلف الجامعات والمعاهد الجزائرية، إلى ضرورة العمل على تأسيس فرق بحث ومخابر بحث لتدريس الفلسفة بالجزائر، حيث تؤطر كل الإشكاليات التي تعمل على تدارك الدرس الفلسفي في الجزائر على المستوى النظري والتطبيقي. كما أثمرت التوصيات عن جمع الأعمال المشاركة في الملتقى بعد تنقيحها ثم نشرها ليستفيد منها الطلبة والباحثون الدارسون في الحقل الفلسفي. وأكد الدكتور عبد الله القلي، مدير المدرسة العليا للأساتذة، أن اللقاء فضاء لمناقشة عنوان آخر في غاية الأهمية والعمق وهو تدريس الفلسفة في الجزائر، وهي إشكالية تستدعي التشخيص والنقد والتقويم والبحث عن السبل التي تمكن من تحقيق الأهداف المرجوة من تدريس الفلسفة بأنجع الوسائل في إطار الإصلاح الذي تشهده المنظومة التربوية الجزائرية والاهتمام بالأساس بالمعطيات والمكتسبات العلمية الحديثة. وأضاف الدكتور عبد الله القلي أن الإصلاح الذي تشهده المنظومة التربوية والذي تم من خلاله تبني المقاربة بواسطة الكفاءات، يهدف إلى وضع المتعلم في سياق تعلمي يسمح له ببناء معارفه الخاصة من خلال استثماره لكل الموارد والإمكانات، انطلاقا من جملة المبادئ التي تستند إليها هذه المقاربة والتي من أهمها التعلم الذاتي، إدماج المعارف وإنجاز المشاري. وأوضح محمود يعقوبي، رئيس اللجنة العلمية لقسم الفلسفة، أن مشكلة تدريس الفلسفة في الجزائر هي مشكلة معرفية وليست منهجية لأن توجيه الطلبة بعد المرحلة الثانوية نحو الفلسفة ليس نابعا من رغبة الطالب ولأن الفلسفة تتطلب كفاءة لغوية وعلمية ومنطقية لدى الدارس والمدرس، مشيرا الى أن الذين يتم توجيههم لدراسة الفلسفة لا يتم فيه مراعاة الرغبة والكفاءة وبالتالي الخلل يتقاسمه الطالب والمدرس وثمة ظروف تاريخية وراء الظاهرة . وأشار الدكتور يعقوبي إلى أنه يمكن تدارك هذا النقص والخلل من خلال تزود المدرس بزاد الثقافة العلمية واللغوية، لأن بعض المعارف الفلسفية لا تستقيم بالقاعدة العلمية، حيث لا يستجيب، مع الأسف، النظام التعليمي الثانوي لهذه المطالب التي تستلزمها الفلسفة، باعتبار أن التفلسف والإمعان في الحقيقة لا يعني تجاهل المعرفة العلمية.